بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٨١
يوم القيامة " لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان " أي لا يسأل المجرم عن جرمه في ذلك الموطن لما يلحقه من الذهول الذي تحار له العقول، وإن وقعت المسألة في غير ذلك الوقت بدلالة قوله: " وقفوهم إنهم مسؤولون " وقيل: المعنى: لا يسألان سؤال الاستفهام ليعرف ذلك بالمسألة من جهته لان الله تعالى قد أحصى الاعمال وحفظها على العباد، وإنما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ للمحاسبة، وقيل: إن أهل الجنة حسان الوجوه وأهل النار سود الوجوه فلا يسألون من أي الحزبين هم ولكن يسألون سؤال تقريع.
وروي عن الرضا عليه السلام أنه قال. فيومئذ لا يسئل منكم عن ذنبه إنس ولا جان والمعنى أن من اعتقد الحق ثم أذنب ولم يتب في الدنيا عذب عليه في البرزخ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسأل عنه " يعرف المجرمون بسيماهم " أي بعلامتهم وهي سواد الوجوه وزرقة العيون، وقيل: بأمارات الخزي، " فيؤخذ بالنواصي والاقدام " فتأخذهم الزبانية فتجمع بين نواصيهم وأقدامهم بالغل، ثم يسحبون إلى النار ويقذفون فيها.
وفي قوله تعالى: " إذا وقعت الواقعة ": أي إذا قامت القيامة، سميت بها لكثرة ما يقع فيها من الشدة، أو لشدة وقعتها " ليس لوقعتها كاذبة " (1) أي ليس لمجيئها و ظهورها كذب، وقيل: أي ليس لوقعتها قضية كاذبة أي ثبت وقوعها بالسمع والعقل:
" خافضة رافعة " أي تخفض ناسا وترفع آخرين، وقيل: تخفض أقواما إلى النار وترفع أقواما إلى الجنة " إذا رجت الأرض رجا " أي حركت حركة شديدة، وزلزلت زلزالا شديدا، وقيل: معناه: رجت بما فيها كما يرج الغربال بما فيه، فتخرج من في بطنها من الموتى " وبست الجبال بسا " أي فتت فتا، وقيل: أي كسرت كسرا، وقيل:
قلعت من أصلها، وقيل: سيرت من وجه الأرض تسييرا، وقيل: بسطت بسطا كالرمل والتراب، وقيل: جعلت كثيبا مهيلا بعد أن كانت شامخة طويلة " فكانت هباء منبثا "

(1) قال السيد الرضى في المجازات " ص 239 ": وهذه استعارة، والمراد انها إذا وقعت لم ترجع عن وقوعها ولم تعدل عن طريقها، كما يقال: قد صدق فلان الحملة ولم يكذب، أي ولم يرجع على عقبيه ويقف عن وجهة عزمه جبنا وضعفا ووجلا وخوفا، وتلخيص المعنى: ليس لوقعتها كذب ولا خلف إه‍.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326