كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٧٥
إذا سجد فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وآله رفع أبو جهل يده فيبست على الحجر فرجع فقالوا له أجبنت قال لا ولكن رأيت بيني وبينه كهيئة الفحل يخطر بذنبه وهذا الحديث مشهور وفيه يقول أبو طالب رضوان الله عليه * أفيقوا بني غالب وانتهوا * عن الغي في بعض ذا المنطق * وإلا فاني إذا خائف * بواثق في داركم تلتقي * تكون لعابركم عبرة * ورب المغارب والمشرق * كما ذاق من كان من قبلكم * ثمود وعاد فمن ذا بقى * غداة أتتهم بها صرصر * وناقة ذي العرش إذ تستقي * فحل عليهم بها سخطه * من الله في ضربه الأزرق * غداه بعيص بعرقوبها * حسام من الهند ذو رونق * واعجب من ذاك في امركم * عجائب في الحجر الملصق * يكف الذي قام من جبنه * إلى الصابر الصادق المتقى * فأيبسه الله في كفه * على رغم ذي الخائن الأحمق * وهذا مما يستدل به على صحيح ايمان أبي طالب عليه السلام بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله لما تضمنه قوله من اقراره بالله سبحانه واعترافه بآياته وبالمعجز الذي بان لنبيه واخباره عنه بأنه صابر صادق متقي ومن ذلك ان امرأة سلام بن مسكين أتت بشاة قد سمتها إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال لها ما هذا فقالت ألطفتك بها وكان مع النبي صلى الله عليه وآله بشر بن البراء بن المعروف فتناول النبي صلى الله عليه وآله من الذراع (وتناول بشر فاما النبي صلى الله عليه وآله فإنه لاكها ثم لفظها وقال إن هذه الذراع) تكلمني وتزعم انها مسمومة وأما بشر فلاك البضعة ليبلعها فمات منها فأرسل النبي صلى الله عليه وآله إلى المراة فأقرت فقال ما دعاك إلى هذا قالت قتلت زوجي واشراف قومي فقلت إن كان ملكا قتلته وإن كان نبيا فسيطلعه الله على ذلك ومن ذلك ان صفوان بن أمية وعمرو بن وهب الجعفي قالا من لنا بمحمد صلى الله عليه وآله فقال عمرو بن وهب لولا دين على لخرجت إلى محمد حتى اقتله فقال صفوان علي دينك ونفقة عيالك ان قتلته فخرج حتى قدم المدينة فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أنعم صباحا أبيت اللعن فقال النبي صلى الله عليه وآله قد ابدلنا الله لها خيرا منها قال إن عهدك بها حديث قال أجل ثم أكرمنا الله بالنبوة ثم قال يا عمرو ما جاء بك قال ابني أسير عندكم قال لا ولكنك جلست مع صفوان ثم قص عليه الذي قال فقال عمرو والله ما حضرنا أحد وما اتاك بهذا إلا الذي يأتيك باخبار السماء وانا اشهد ان لا اله إلا الله وانك رسول الله ومن ذلك ان المدينة أجدبت فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فرفع يديه إلى السماء وقال اللهم إني سألتك فأعطيتني ودعوتك فأجبتني اللهم اسقنا غيثا مريا مريعا عاجلا غير رايث نافعا غير بايث نافعا غير ضار فمطر الناس للوقت وسالت الأودية وامتلأ كل شئ فدامت جمعة فاتى رجل
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»