كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٨٦
فلما فرغ قدم عليه شق فدعاه فقال له يا شق اني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبرني عنها فإنك ان أصبتها أصبت تأويلها كما قال السطيح وقد كتمه ما قال السطيح لينظر أيتفقان أم يختلفان قال نعم رأيت جمجمة خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة واكمة فأكلت منها كل ذات نسمة قال له الملك ما أخطأت منها فما عندك في تأويلها قال احلف بما بين الحرمين من انسان لينزلن أرضكم الحبشان فليغلبن على كل طفلة البنان وليملكن ما بين اثنين إلى نجران فقال له الملك وأبيك ان هذا لنا لغائظ موجع فمتى كاين أفي زماني أم بعده قال بعده بزمان ثم يستنقذكم منهم عظيم الشأن ويذيقهم أشد الهوان قال ومن هذا العظيم الشأن قال غلام ليس بدني ولا مدني يخرج من بيت ذي يزن قال فهل يدوم سلطانه أو ينقطع قال بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل يكون الملك في قومه يوم الفصل قال وما يوم الفصل قال يسمع منها الاحياء والأموات ويجمع الناس للميقات يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات قال أحق ما تقول يا شق قال اي ورب السماء والأرض وما بينهما من رفع وخفض ان ما أنبأتك لحق ما فيه امض (دليل في تثبيت الصانع) حكى عن إبراهيم النظام قال الدليل على ذلك انا رأينا أشياء متضادة من شأنها التنافي والتباين والتفاسد مجموعة وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة المجتمعة في كل حيوان وفي أكثر سائر الأجسام فعلمنا ان جامعها قسرها على الاجتماع ولولا ذلك لتباينت وتفاسدت قال ولو جاز ان تجتمع المتضادات المتنافرات وتتقاوم من غير جامع جمعها لجاز ان يجتمع الماء والنار ويتقاوما من ذاتهما بغير جامع مدبر مقيم يقيمهما وهذا محال لا يتوهم قال وفي اجتماعهما دليل على حدوثها لأنها لا يجوز عليها الانفراد فإذا كانت لا توجد إلا مجتمعة وبطل ان توجد كذلك إلا بجامع جمعها صح انه قبلها وانها لم توجد إلا حين ابتدعها مجتمعة ولو وجدت قبل ذلك لم توجد إلا على أحد وجهين أما ان يكون كل واحد منهما منفردا وهذا محال أو تكون مجتمعة لا جامع لها وهذا أيضا محال فقد صح انها ابتدعت وان الذي جمعها كان موجودا قبلها لم يزل (مسألة) على نفاة الحقائق هم الذين يقولون المذاهب باطلة كلها وانه لا حق بشئ منها فيقال لهم أخبرونا عن مذهبكم هذا أحق هو أم باطل فإن قالوا هو حق قيل لهم فقد ناقضتم
(٨٦)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»