كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٨٤
ملكك وطال عمرك فهل الملك ساري بافصاح فقد أوضح لي بعض الايضاح فقال ابن ذي يزن والبيت ذي الحجب والعلامات على النصب انك يا عبد المطلب لجده غير الكذب فخر عبد المطلب ساجدا فقال ارفع رأسك وثلج صدرك وعلا امرك فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك فقال أيها الملك كان لي ولد وكنت به معجبا وعليه شفيقا فزوجته كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب بن عبد مناف فجاءت بغلام وسميته محمدا صلى الله عليه وآله مات أبوه و امه فكفلته انا وعمه بين كتفيه شامة وكل ما ذكرت من علامة قال ابن ذي يزن ان الذي قلت لك كلما قلت فاحتفظ بابنك واحذر عليه اليهود فإنهم أعداء له ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا واطو ما قلت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فاني لست آمن ان تدخلهم النفاسة من أن تكون لك الرئاسة فيطلبوا لك الغوائل وينصبوا لك الحبائل وهم فاعلون لو أنبئهم ولولا أني اعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير يثرب دار ملكي فاني أجد في الكتاب الناطق والعلم الباسق ان يثرب استحكام امره وأهل نصره وموضع قبره ولولا أني أقيه الآفات واحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنه امره ولأوطئنا سنان العرب عقبه لكني صارف ذلك إليك عن غير تقصير لمن معك فعليه مني التحية والسلام الدائم ثم أمر لكل واحد منهم بعشرة أعبد وعشرة إماء وبمائة من الإبل وخمس من البرود وخمسة أرطال من الذهب وعشرة أرطال فضة و كرش مملوء عنبرا وأمر لعبد المطلب بعشرة اضعاف ذلك وقال إذا حال الحول فاتني فمات ابن ذي يزن قبل ان يحول الحول فكان عبد المطلب كثيرا ما يقول يا معشر قريش لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك وان كثر فإنه إلى نفاد ولكن ليغبطني مما يبقى لي ولعقبي من بعدي ذكره وفخره وشرفه فإذا قيل له وما ذلك قال سيعلم ما أقول ولو بعد حين وفي ذلك يقول أمية بن عبد شمس * جلبنا النصح تحمله المطايا * على أكوار اجمال ونوق * مغلغلة مراقعها تعالى * إلى صنعاء من فج عميق * ترم بنا ابن ذي يزن ومعرى * ذوات بطونها أم الطريق * و ترعى عن مخايله بروقا * مواصلة الوميض إلى بروق * فلما وافقت صنعاء حلت * بدار الملك والحسب العريق * وروى أنه قيل لأكثم بن صيفي وكان حكيم العرب انك لاعلم أهل
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»