كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٩٥
ذا العجب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله واعجب من ذلك ان شئت ان أريكه ان اتقيت الله واتبعت أمري قال ما هو قال ادعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني قال فادعها فدعاها فأقبلت حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال لها ارجعي إلى مكانك فرجعت حتى وقفت فذهب ركانة إلى قومه فقال يا بني عبد مناف ساحروا بصاحبكم أهل الأرض فوالله ما رأيت اسحر منه قط ثم اخبرهم بالذي رأى والذي صنع (وخبر أبي تميمة الهجيمي) قال ابن تميمة وفدت على رسول الله صلى الله عليه وآله فوجدته قاعدا في حلقة فقلت أيكم رسول الله فلا أدري أشار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال انا رسول الله أو أشار إلى بعض القوم فقالوا هذا رسول الله وإذا عليه بردة حمراء تتناثر هدبها على قدميه فقلت إلى ما تدعو يا رسول الله قال أدعوك إلى الذي إذا كنت بأرض أو فلاة فأضللت راحلتك فدعوته أجابك وأدعوك إلى الذي إذا استنت أرضك أو أجدبت فدعوته أجابك قال قلت وأبيك لنعم الرب هذا فأسلمت وقلت يا رسول الله علمني مما علمك الله تبارك وتعالى فقال النبي صلى الله عليه وآله اتق الله لا تحقرن شيئا من المعروف ولو أن تلقى أخاك ووجهك مبسوط إليه وإياك واسبال الازار من المخابلة قال الله تبارك وتعالى * (ان الله لا يحب كل مختال فخور) * سورة لقمان ولا تسبن أحدا وان أمر سبك بأمر لا يعلم فيك فلا تسبه بأمر تعلمه فيه فيكون لك الاجر وعليه الوزر (وخبر أهيب) بن سماع وروى أن النبي صلى الله عليه وآله كان يوما جالسا في نفر من أصحابه وقد صلى الغداة فإذ اقبل اعرابي على ناقة له حتى وقف بباب المسجد فأناخها ثم عقلها ودخل المسجد يتخطى الناس والناس يوسعون له وإذا هو رجل مديد القامة عظيم الهامة معتجر بعمامة فلما مثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله أسفر عن لثامه ثم هم ان يتكلم فارتج حتى اعترضه ذلك ثلاث مرات فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله وقد ركبه الزمع لها عنه بالحديث ليذهب عنه بعض الذي اصابه وقد كسا الله نبيه جلالة وهيبة فلما انس وفرح روعه قال له النبي صلى الله عليه وآله قل لله ما أنت قائل فانشا يقول رب يوم يعي الألد المداري شره حاضر يروع الرجالا * قمته فانجلى ولو قام فيه مسجل الجن أطاق المقالا * جئت بالاقتدار في ذات نفسي * انني اقهر الرفا والكلالا * فانثنت حدتي وفلت ثباتي * والهدى يقهر العمى والضلالا * لم أضق بالكلام ذرعا ولكن * شدة البغى يستجير الحبالا * قال فاستوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا وكان متكئا فقال أنت أهيب بن سماع ولم يره قط قبل وقته ذاك فقال انا أهيب بن سماع
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»