كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٩٦
الأبي الدفاع القوي المناع قال أنت الذي ذهب جل قومك بالغارات ولم ينفضوا رؤوسهم من الهفوات إلا منذ أشهر وسنوات قال انا ذاك قال أفتذكر الأزمة التي أصابت قومك احرنجم لها الذبح واخلف نوا المريخ وأمشعت السماء وانقطعت الأنواء واحترقت الغمة وخفت البرية حتى أن الضيف لينزل بقومك وما في الغنم عرق ولا غرر فترصدون الضب المكنون فتصيدونه وكأنك قلت في طريقك إلي لتسألني عن جل ذلك وعن حرجه ألا ولا حرج على مضطر ومن كرم الأخلاق بر الضيف قال فقال لا والله لا اطلب اثرا بعد عين لكأنك كنت معي في طريقي أو شريكي في أمري اشهد لا اله إلا الله وانك محمد رسول الله ثم قال يا رسول الله زدني شرحا وبيانا ازدد بك ايمانا فقال له النبي صلى الله عليه وآله أتذكر إذ أتيت صنمك في الظهيرة فعرت له العشيرة قال نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله ان الحرث بن أبي ضرار المصطلقي جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة واستعان بي على حربك وكان لي صنم يقال له راقب فرقبت خلوته وقممت ساحته ثم نفضت التراب عن رأسه ثم عترت له عتيرة فاني لأستخيره في أمري وأستشيره في حربك إذ سمعت منه صوتا هائلا فوليت عنه هاربا وهو يقول كلاما في معنى كلامه الأول قال فلما كان من غد ركبت ناقتي ولبست لامتي وتكبدت الطريق حتى اتيتك فأنر لي سراجك و أوضح لي منهاجك قال قال له النبي صلى الله عليه وآله قل لا اله إلا الله وحده لا شريك له واني محمد عبده ورسوله فقالها غير مستنكف واسلم وحسن اسلامه ووقر حب الاسلام في قلبه فقال النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خذ بيده فعلمه القرآن فأقام عند النبي صلى الله عليه وآله فلما أحذق شيئا من القرآن قال يا نبي الله ان الحرث بن أبي ضرار المصطلقي قد جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة فلو وجهت معي قوما بسرية نشن عليهم الغارة فوجه النبي صلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين عليه السلام وجماعة من المسلمين فظفروا بهم واستاقوا ابلهم وماشيتهم وأهيب الذي يقول في اسلامه جبت الفلاة على حرف مبادرة * خطارة تصل الارقال بالخبب * لا تشتكي لم لا جابت جوانبه * وما تأتي لابن السير والتعب * خطرفتها والثريا النجم واقفة * كأنها قطف ملاح من العنب * أو كالجمان زهى في صدر جارية * ممطرة بنظام الدر والذهب * سارت ثلاثا فوافت بعد ثالثة ذات المناهل ارض النخل والكرب * فيها النبي الذي لاحت حقائقه * في معشر يستقوا في ذروة الحسب * حلو الشمائل ميمون نقيبته * محض الضرائب حياد عن الكذب * لا ينثني
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»