كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٦٨
ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه فإن جاءه بعد هذا بشئ لم آمن ان يدخل عليه فيه من القول ما يبطل به حجته لئلا يدعي انه قد علم ما جهله هو فقال يحيى للحجاج قول الله عز وجل * (ومن ذريته داود وسليمان) * الانعام من عنى بذلك قال الحجاج إبراهيم قال فداود وسليمان من ذريته قال نعم قال يحيى ومن نص الله عليه بعد هذا انه من ذريته فقرا الحجاج * (وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين) * قال يحيى ومن قال * (وزكريا ويحيى وعيسى) * قال يحيى ومن أين كان عيسى من ذريه إبراهيم عليه السلام ولا أب له قال من قبل امه مريم قال يحيى فمن أقرب مريم من إبراهيم أم فاطمة من محمد صلى الله عليه وآله وعيسى من إبراهيم عليه السلام أم الحسن والحسين عليهما السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله قال الشعبي فكانما القمه حجرا فقال اطلقوه قبحه الله وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله له فيها ثم اقبل علي فقال قد كان رأيك صوابا ولكنا أبيناه ودعا بجزور فنحروه وقام فدعا بالطعام فاكل واكلنا معه وما تكلم بكلمة حتى انصرفنا ولم يزل مما احتج به يحيى بن يعمر واجما (فصل) من القول في القضاء والقدر (سؤال) ان قال قائل ما قولكم فيهما وما معناهما عندكم وحقيقتهما وهل أفعال العباد عندكم بقضاء الله وقدره أم لا وما معنى الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال حاكيا عن ربه جل وعز من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليتخذ ربا سوائي وما روي عنه عليه السلام من أنه أوجب الايمان بالقدر خيره وشره وأخبر ان الايمان لا يتم إلا به وما معنى قول المسلمين ان الواجب الرضا بما قضاه الله وقدره أبينوا لنا عن حقيقة ذلك ليحصل لنا العلم به (الجواب) قلنا الواجب من هذه المسألة أولا ان نذكر معاني القضاء والقدر ثم نبين ما يصح ان يتعلق بأفعال العباد من ذلك وما لا يتعلق ونجيب عن الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك بما يلائم الحق أما القضاء فعلى أقسام (منها) ما يكون بمعنى الاعلام كقول الله تعالى * (وقضينا إليه ذلك الامر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) * الحجر اي أعلمناه وقوله سبحانه * (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين) * الاسراء اي أعلمناهم بذلك ويكون القضاء أيضا بمعنى الحكم والالزام كقوله جل اسمه * (وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه) * الاسراء أي حكم بذلك في التكليف على خلقه وألزمهم به فاما القدر فيكون بمعنى الكتاب والاخبار كما قال جل وعلا * (إلا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين) * الحجر يعنى كتبنا وأخبرنا ويكون القدر أيضا بمعنى التبيين لمقادير الأشياء وتفاصيلها والاعلام باختلاف أحوالها ويكون القدر ترك الأشياء في التدبير
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»