كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٦٤
العمل (فصل) من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله جاء في الحديث عن الرسول عليه واله السلام أنه قال من أراد ان يكون أعز الناس فليتق الله عز وجل وقال من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا ومن رضي من الدنيا بما يكفيه كان أيسر ما فيها يكفيه وقال الدنيا خضرة حلوة والله مستعملكم فيها فانظروا كيف تعملون وقال من ترك معصية الله مخافة من الله ارضاه الله يوم القيامة ومن مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الايمان وقال دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فقد شئ تركته لله عز وجل وقال باب التوبة مفتوح لمن أرادها فتوبوا إلى الله توبة نصوحا وقال بادروا بعمل الخير قبل ان تشتغلوا عنه واحذروا الذنوب فإن العبد يذنب الذنب فيحبس عنه الرزق (حدثني) الشيخ أبو المرجا محمد بن علي بن أبي طالب البلدي بالقاهرة قال حدثنا أستاذي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني رحمه الله عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي عن شيوخه الأربعة عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر الإمام الباقر عليه السلام قال قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله أيها الناس حلالي حلال إلى يوم القيامة وحرامي حرام إلى يوم القيامة إلا وقد بينها الله عز وجل في الكتاب وبينتهما لكم في سيرتي وسنتي وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي من تركها صلح له أمر دينه وصلحت له مروءته وعرضه ومن تلبس بها ووقع فيها واتبعها كان كمن رعى غنما قرب الحمى ومن رعى ماشيته قرب الحمى نازعته نفسه إلى أن يرعاها في الحمى إلا وان لكل ملك حمى إلا وحمى الله عز وجل محارمه فتوقوا حمى الله ومحارمه إلا وان اذى المؤمن من أعظم سبب سلب الايمان الا ومن أحب في الله جل وعز وابغض في الله واعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء المؤمنين عند الله تبارك وتعالى إلا وان المؤمنين إذا تحابا في الله جل وعز وتصافيا في الله كانا كالجسد الواحد إذا اشتكى أحدهما من جسده موضعا وجد الأخر ألم ذلك الموضع قصة وقعت للمؤلف ومن عجيب ما رأيت واتفق لي انني توجهت يوما لبعض اشغالي وذلك بالقاهرة في شهر ربيع الأخر سنة ست وعشرين وأربعمائة فصحبني في الطريق رجل كنت اعرفه بطلب العلم وكتب الحديث فمررنا في بعض الأسواق بغلام حدث فنظر إليه صاحبي نظرا استربت منه ثم انقطع مني ومال إليه وحادثه فالتفت انتظارا له فرأيته يضاحكه فلما لحق بي عذلته على ذلك وقلت له لا يليق هذا بك فما كان بأسرع من أن وجدنا بين أرجلنا في الأرض ورقة مرمية فرفعتها لئلا يكون فيها اسم الله تعالى فوجدتها قديمة فيها خط دقيق قد اندرس بعضه وكانها مقطوعة من كتاب فتأملتها فإذا فيها حديث ذهب أوله وهذا نسخته قال إني أخوك في الاسلام ووزيرك في الايمان وقد
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»