شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٠٥
* الأصل باب 1 - الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عاصم ابن حميد، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه إلا كففت عليه ضيعته وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر.
* الشرح قوله: (وعزتي وجلالي وعظمتي وعلوي وارتفاع مكاني) العزة القوة والشدة والغلبة قيل وعزته عبارة عن كونه منزها عن سمات الامكان وذل النقصان ورجوع كل شيء إليه وخضوعه بين يديه والعظمة في صفة الأجسام كبر الطول والعرض والعمق وفي وصفه تعالى عبارة عن تجاوز قدره عن حدود العقول والأوهام حتى لا يتصور الإحاطة بكنه حقيقته وصفاته عنه ذوى الافهام وعلو علو عقلي على الاطلاق بمعنى أنه لا رتبة فوق رتبته وذلك لأن أعلى مرات الكمال العقلي هو مرتبة العلية ولما كانت ذاته المقدسة مبدأ كل موجود حسى وعقلي لا جرم كانت مرتبته أعلى المراتب العقلية مطلقا وله العلو المطلق في العاري عن الإضافة إلى شيء، وعن امكان أن يكون فوقه ما هو أعلى منه، وهذا معنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «سبق في العلو فلا أعلى منه» وارتفاع مكانه كناية عن عدم امكان الإشارة إليه بالعقول والحواس.
(لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه) المراد بهوى النفس ميلها إلى ما هو مقتضى طباعها من اللذات الحاضرة الدنيوية والخروع عن الحدود الشرعية وبهواه تعالى اعراضها عن هذا الميل وروعها إلى ما يوجب القرب إلى الحضرة الأحدية.
(إلا كففت عليه ضيعته وضمنت السماوات والأرض رزقه) يجوز في ضمنت تشديد الميم وتخفيفها، والسماوات منصوبة على الأول ومرفوعة على الثاني وضيعة الرجل ما يكون منه معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك، ولعل المراد بها المعيشة، ويؤيده ما روى من طريق العامة « المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته» قال ابن الأثير أي يجمع عليه معيشته ويضمها إليه.
(وكنت له من وراء تجارة كل تاجر) الوراء فعال ولامه همزة عند سيبويه وأبى علي الفارسي وياء عند العامة وهو من ظروف المكان بمعنى قدام وخلف، والتجارة مصدر بمعنى البيع والشراء
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428