شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٠٣
(وجانب شبهاتها) وهي المشتبهات بالحرام مع عدم العلم بأنها حرام كأموال الظلمة الآخذين لأموال الناس ظلما (وأضرو الله بالحلال الصافي) وهو الحلال الخالص من الحرام قطعا (إلا ما لا بد له) وهو أقل المعيشة الذي لا يمكن الوجود والبقاء والطاعة بدونه (من كسرة يشد بها) صلبه الكسرة بالكسرة القطعة من الشيء المكسور ومنه الكسر من الخبز المتخذ من دقيق الحنطة والشعير أو غيرهما والجمع كسر مثل سدرة وسدر.
(وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه) حض العورة بالذكر لأنها أهم بالمواراة وإلا فلا بد من ثوب يواري به سائر البدن عند الاحتياج إليه لحفظه من الحر والبرد (ولم يكن له فيما لا بد له منه ثقة ولا رجاء) نفي الثقة والاعتماد فيما لا بد منه عند كونه حاصلا ونفي الرجاء عند عدم كونه حاصلا.
(فوقعت ثقته) عند الحصول (ورجاؤه) عند عدمه (على خالق الأشياء) هذا غاية الزهد والتوكل حيث قطع تعلقه بالوسائط والأسباب وخص تعلقه برب الأرباب.
(فجد واجتهد) أي فجد في السير إليه والعمل له واجتهد في تهذيب الظاهر والباطن مما يمنع القرب منه (وأتعب بدنه) بأنحاء العبادات والرياضيات.
(حتى بدت الأضلاع) لشدة هزاله بكثرة التعب وقلة الغذاء (وغارت العينان) لكثرة السهر وقلة النوم (فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه) يتحمل بها الأعمال الشاقة مع ضعف البنية (وشدة في عقله) يدرك بها الأسرار اللاهوتية ويتحمل الأنوار الملكوتية (وما ذخر له في الآخرة) من الاجر الجميل والثواب الجزيل والمقامات العالية والدرجات الرفيعة (أكثر) مما آتاه في الدنيا (فأرفض الدنيا فإن حب الدنيا) وهو ميل النفس إليها بحيث يفرح بحصولها ويحزن بفواتها.
(يعمى ويصم ويبكم ويذل الرقاب) المراد بالعمي عمى البصيرة فإن حب الدنيا حاجز بينها وبين الحق وأسراره، مانع من إدراكها. ويحتمل عمى الصبر فان حبها مانع من إدراك البصر تقلبها على أهلها وإدراك نوائبها الدالة على هوانها كما أنه مانع من سماع نداه الداعي إلى فراقها وآيات الحق على زوالها وفنائها ومن التكلم بالأوامر والنواهي وتقبيح المنكرات لأن كل ذلك مناف لما إرتكبه من الميل إلى الدنيا وحب الشهوات وهو مع ذلك موجب لذل الرقاب إذ في حبها وتحصيلها وضبطها وحفظها من أهل الجور مذلة ظاهرة لأولي الألباب (فتدارك ما بقي من عمرك) واصرفه في عبادة ربك وتدارك ما فات وانصرف عن حب الدنيا إلى المقتضيات (ولا تقل غدا وبعد غد فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف) هذا قول أهل الأماني والآمال ومناطه حب الدنيا فإن حبها يبعثه على صرف العمر في تحصيلها وجمعها وصرف الفكر في كيفية
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428