شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٠٢
فقذر حرامها وجانب شبهاتها وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لا بد له [منه] من كسرة يشد بها صلبه يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ولم يكن له فيما لا بد له منه ثقة ولا رجاء، فوقعت ثقته، ورجاؤه على خالق الأشياء، فجد واجتهد وأتعب بدنه حتى بدت الأضلاع وغارت العينان فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في عقله وما ذخر له في الآخرة أكثر، فأرفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل الرقاب فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا [أ] وبعد غد، فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون، فنقلوا على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأولاد والأهلون، فإنقطع إلى الله بقلب منيب من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا إنخزال، أعاننا الله وإياك على طاعته ووفقنا الله وإياك لمرضاته.
* الشرح قوله: (كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه يعظه أوصيك ونفسي بتقوى [الله]) الوعظ الأمر بالطاعة وعليه قوله تعالى (قل إنما أعظكم بواحدة) أي آمركم وقيل الوعظ تذكير مشتمل على زجر وتخويف وحمل على طاعة الله بلفظ يرق له القلب والاسم الموعظة والوصية بالشيء الأمر به وعليه قوله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم» أي يأمركم وقوله «من لا تحل معصيته» بدل أو وصف للجلالة (فإن من إتقى) الظاهر أنه علة لقوله «أوصيك» يعني أمرتك بالتقوى فإن من إتقى الله وإجتنب عن معصية وتنزه عما يشغل عنه (عز) بعزة ربانية لأذل معها. (وقوى) بقوة روحانية لأضعف فيها (وشبع) بحكمة إلهية لأجل معها.
(وروى) بزلال أسرار غيبية وألطاف لاهوتية لا يحتاج معها إلى غيرها (و) لذلك (رفع عقله عن أهل الدنيا) حيث أن عقولهم عكفت كالذباب على ميتة الدنيا وعقله سائر في الملاء الأعلى ( فبدنه مع أهل الدنيا) لكون من جنس أبدانهم في الصورة الجسدانية.
(وقلبه وعقله معاين الآخرة) لتجرده عن العلائق الجسمانية. (فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه) من حب الدنيا، الاطفاء اخماد النار حتى لا يبقى منها شيء وضوء القلب عبارة عن صورة العلمية المايزة بين الحق والباطل والحسن والقبح، وفي عد حب الدنيا مبصرا مسامحة، وتشبيهه بالنار في الإحراق والاهلاك استعارة مكنية ونسبة الاطفاء إليه تخييلية.
(فقذر حرامها) القذر الوسخ وهو مصدر قذر الشيء فهو قذر من باب تعب إذا لم يكن نظيفا، وقذرته من باب تعب أيضا وإسقذرته وتقذرته كرهته لوسخ فأقذرته بالألف وجدته كذلك وكثيرا ما يطلق على النجس وهو المراد هنا.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428