شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٠٤
تحصيل ما يأمل ويرجو منها وتدبير إزالة المانع منه وهو بذلك يغفل عن أمر الآخرة وما ينفعه فيها، ولو خطر بباله يسوفه ويقول أفعله غدا وبعد غد وبعد تعمير هذه العمارة انقضاء هذه التجاوز وحصاد هذه الزراعة، وهكذا بعد اشتغاله المتولدة بعضها عقب بعض إلى أن يأتيه الموت بغتة وهو في خسران مبين وفيه ردع عن تسويف التوبة والعبادات والقيام على الأماني وحب الشهوات فإن كل ذلك مع قطع النظر عن كونه مانعا بالفعل قد لا يتحصل له بإتيان الموت بغتة وخروج الأمر من يده ووصوله إلى الغد ليس باختياره على أن الرجوع من الذنوب في الغد ليس بأسهل من اليوم بل هو أصعب لأن المعصية بإستمرارها تشتد وتقوى حتى تصير ملكة فإزالتها حينئذ أشد وأصعب، فإذا عجز عن إزالة الأضعف فهو عن إزالة الأصعب أعجز.
(فإنقطع إلى الله بقلب منيب من رفض الدنيا) الظاهر أن فانقطع أمر معطوف على فأرفض الدنيا. والإنابة الرجوع إلى الله تعالى و «من» تعليل لها وعزم عطف على قلب وهو عقد الضمير والإنخزال الانقطاع.
* الأصل 24 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة وغيره، عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله.
* الشرح قوله: (مثل الدنيا كمثل ماء البحر) هذا التمثيل في غاية الحسن والوجه هو ازدياد الحرص في الجمع والشرب المفضى إلى الهلاك بالآخرة، ومن البين أن طالب الدنيا إذا توجه إلى أمر واحد منها يتولد منه أمور كثيرة وتشتبك فيه إشغال غير محصورة بعضها عقب بعض وصرف العمر فيها والحرص في تحصيلها يوجب هلاكه.
25 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: قال: عيسى بن مريم صلوات الله عليه للحواريين: يا بني إسرائيل لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا كما لا يأسي أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا أصابوا دنياهم.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428