شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٠٨
* الشرح قوله: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله) أي من استغنى عن السؤال أغناه الله عنه باعطاه ما يحتاج إليه ويفهم منه أن من سأل الناس وكله الله إليهم حيث صرف وجهه عنه واعتمد بهم ويدل على ذلك قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه».
والتفصيل أن ما تعلق به قلب أحد من مهمات الدنيا أما أن يكون قد قسم له أو لم يقسم فإن قسم فالله تعالى يكفيه مؤونته ويوصله إليه قطعا أما بغير كلفة ومشقة، أو بتهيئة أسبابه، أو بتوفيقه إليها وإن لم يقسم وكفاه عن مؤونة الاهتمام به، وأغنى قلبه عن التعلق به فهو الكافي لمن استكفاه أما بغنى يده، أو بغنى قلبه ومنه يظهر سر الكلية في قوله «ومن استغنى أغناه الله» ونقل عن بعض المتوكلين أنه قال كنت في بعض البوادي وحدى فجعت ولا زاد معي فرفعت حاجتي إلى مولا فهتف بي هاتف أتريد غذاء أم غنا فقلت بل غنا فزال جوعى ووجدت قوة وغنا عن الطعام نحوا من عشرين يوما.
* الأصل 3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الهيثم ابن واقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل.
* الشرح قوله: (من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل) لأن من رضي عما على الله باليسير رضي الله عما عليه باليسير كما يقتضيه حسن المعاملة وأيضا النعمة توجب شكرا والعمل منه فكلمات كانت النعمة أقل كان العمل أيضا أقل، وفيه ترغيب في الرضا بالتقليل من الرزق لأنه يستلزم خفة المؤونة وزوال المشقة من العمل وأيضا من رضي بالقليل من المعاش فقد زهد في الدنيا وطهر ظاهره وباطنه من الأعمال والأخلاق القبيحة التي يقتضيها الدنيا وفرغ من المجاهدات التي يحتال إليها السالك المبتدي وجعلها وراء ظهره فلم يبق عليه إلا فعل ما ينبغي فعله وهذا يسير بالنسبة إلى تلك المجاهدات وهذا الاحتمال ذكره بعض علماء العامة في الشرح ما رووه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «أخلص قلبك يكفيك القليل من العمل».
* الأصل 4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله قال: مكتوب في التوراة: ابن آدم! كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضي
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428