شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٥٥
الإسلام ومتابعته. فالمراد باللباس هنا لباس الظاهر وهو لباس التقوى وفي السابق لباس الباطن المحيط بالنفس الناطقة الحاصل بالتدبر والتفكر في معارف الإسلام وأسراره والله أعلم.
(وظهيرا لمن رشد) ظهير يارى كننده وهم پشت، ورشد راه راست يافتن، وانما كان الإسلام ظهيرا لمن رشد وسلك طريقا مستقيما وهو طريق الحق قواعده ترشد اليه، وقوانينه تدل عليه، فهو يعينه ويمده إلى أن يبلغ إلى الغاية ويصل النهاية.
(وكهفا لمن آمن) كهف غارى كه دركوه باشد، وپناهي كه دفع كند از شخص حوادث را. يعني من آمن بالله ورسوله واليوم الاخر فقد دخل في الإسلام الذي بمنزلة الكهف في دفع الضر عنه إذ كل ضرر يعود إلى أحد فإنما يعود اليه بمخالفة قانون من قوانين وخروجه منه. (وأمنة لمن أسلم) أمنة أيمن داشتن وبى ترس شدن. يعني من أسلم الله ودخل في الإسلام كان آمنا من غيره فالإسلام سبب لأمنه، فاطلاق الامنة على الإسلام للمبالغة في السببية. (ورجاء لمن صدق) يعني من صدق النبي والعترة النبوية دخل في الإسلام، والإسلام سبب لرجائه المثوبات الدنيوية والأخروية.
(وغني لمن قنع) غنى آسوده داشتن وفائده دادن وبس كردن وقناعت باندك جيزي اكتفا كردن. ولعل المراد أن من قنع بالقليل من المال واكتفى بالكفاف من الرزق فالإسلام غنى له أما لأن التمسك بقواعده والاعتماد بقوانينه يوجب وصول ذلك القدر إليه كما قال عز وجل (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب» أو لأنه يحثه على القيام بها ويفيده الثبوت عليها لاشتماله على فوائد القناعة ومضار عدمها والله أعلم.
(فلذلك الحق سبيله الهدى) هدى راه نمودن وبيان كردن وراه راست. «والفاء» للتفريع، وذلك للتنبيه على علو المنزلة يعني ذلك الحق الثابت الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه وهو الإسلام، سبيله إراءة الطريق الموصولة إلى المطلوب، أو سبيله السبيل المستقيم الموصل إليه، أو سبيله بيان ما يحتاج إليه الإنسان.
(ومأثرته المجد) المأثره - بالسكون بعد الفتح قبل الضم - المكرمة واحدة المآثر وهي المكارم من الأثر وهو النقل والرواية لأنها تنقل وتروي والمجد الكرم والشرف، ورجل ماجد أي كريم شريف، ولعل المقصود إن مكارمه عن عين الشرف لأهله أو متقضية له.
(وصفته الحسنى) أي الخصلة الحسني مثل الدعوة إلى الخير ونحوها.
(فهو أبلج المنهاج) الأبلج الواضح من بلج الحق إذا وضح وظهر، ومنهاج الإسلام طريقة التي يصدق على من سلكها أنه مسلم وهي الإقرار بالله ورسوله والتصديق بما جاء به الرسول ووضوحها ظاهر. (مشرق المنار) الإشراق بالقاف الإضاءة، والمنار الأعمال الصالحة التي يتنور
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428