شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٥٣
أنه يهدى أنفس الناطقة المستضيئة به في ظلمات البشرية والغواشي النفسانية إلى فناء القدس وطريق الجنة.
(وشاهدا لمن خاصم به) الشاهد أعم من البرهان لتناوله الجدل والخطابة مع احتمال إرادة أنه برهان لمن احتج به وشاهد لمن جعله مؤيدا.
(وفلجا لمن حاج به) الفلج بالفتح والسكون الظفر والفوز كالافلاج، والاسم منه الفلج بالضم والسكون وهو الغلبة وجعله فلجا من باب المبالغة لكونه تاما في الغلبة فكأنه نفسها. (وعلما لمن وعاه) اطلاق العلم على الإسلام من باب اطلاق المسبب على السبب لأن الإسلام سبب لحصول العلم لمن وعاه وحفظه وتوقف وعيه وحفظه على قدر من العلم به لا ينافي ذلك لأن العلم به يزداد ويتكامل بالتدريج حتى يبلغ غاية الكمال.
(وحديثا لمن روى) خبرا جديدا مشتملا على المواعظ والنصايح والقصص والاحكام والحدود وغيرها لمن روى، وأخبر، وفيه حث على روايته. وفي السابق على درايته.
(وحكما لمن قضى) أي وجعله حكما زاجرا عن القبائح باعثا على المحاسن لمن أريد القضاء والحكم وهو أصل له.
(وحلما لمن جرب) إطلاق الحكم على الإسلام مجاز من باب اطلاق المسبب على السبب لأن الإسلام سبب لحصول ملكة الحلم لمن جرب الأمور وتفكر في عواقبها وعرف قبح السفه الناشي من طغيان القوة الغضبية وتجاوزها عن الإعتدال. ومن خفة النفس وحركتها إلى ما لا يليق مثل والضرب والبطش والشتم والترفع والتسلط والغلبة وغيرها من المفاسد. (ولباسا لمن تدبر) فان من تفكر فيه وتدبر في أو امره وزواجره وربط نفسه بقوانينه ومعارفه حصلت له حالة متوسطة معتدلة محيطة بباطنه شبيهة باللباس في الإحاطة والشمول والزينة وهي لباس العلم والمعرفة، وأطلق تلك الحالة على الإسلام اطلاقا للمسبب على السبب لأن الإسلام ومعارفه سبب لها.
(وفهما لمن تفطن) الفهم جودة تهيؤ الذهن لقبول ما يريد عليه ولما كان الإسلام والدخول فيه ورياضة النفس بقوانينه لاتصاف الذهن بذلك التهيؤ وقبوله للأنوار العقلية والاسرار الربوبية أطلق لفظ الفهم مجازا اطلاقا لاسم المسبب على السبب.
(ويقينا لمن عقل) لما كان اليقين هو العلم الاستدلالي مع زوال الشك، وكان الإسلام والدخول فيه والتمسك بقوانينه سببا لحصوله أطلق عليه لفظ اليقين مجازا على نحو ما مر. (وبصيرة لمن عزم) أي من عزم على أي أمر من الأمور الدنيوية والأخروية وقصد فعله فان في الإسلام بصيرة لكيفية فعله على الوجه الذي ينبغي وهذا الإطلاق أيضا مثل ما مر.
(١٥٣)
مفاتيح البحث: اللبس (1)، الجدال (1)، السب (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428