شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٥٢
وأركانه وخطاباته على سبيل الاستعارة، وبتسهيلها أظهارها وايضاحها وجعلها سهل المأخذ بحيث يفهمها الفصيح وإلا لكن ويدركها الغبي والفطن.
قوله: (وأعز أركانه لمن حاربه) لعل المراد با عزاز أركانه - أي قواعد وقوانينه وأحكامه وحدوده - حمايتها بنصره ورفعا بأهله على من قصد محاربته وهدمه وإطفاء نوره وإزالة بنيانه مغالبة من المشركين والجاحدين والجاهلين.
قوله: (وجعله عزا لمن تولاه) في الدنيا من القتل والأسر والنهب بالعدوان وفي الآخرة من العذاب والنكال والخزي والخذلان.
قوله: (وسلمان لمن دخله) استعمار له لفظ السلم بالكسير وهو الصلح باعتبار عدم أذاه لمن دخل فيه وانقاد لحكمه فهو كالمسالم المصالح له، وقد لاحظ شبهه بالغالب من الشجعان باعتبار مسالمته ومصالحته لمن تبعه وانقاد لأمره، وايذائه لمن خالفه وعانده وفي معنى مسالمته معه جعله محقون الدم مستقرا في يده ما يملكه ومحفوظا في الآخرة من عقوبة المخالفة.
(وهدي لمن ائتم به) فإنه يهديه إلى سعادة الدنيا والآخرة التي أعظمها قرب الحق وهو المطلوب من خلق الإنسان.
(وزينة لمن تجلله) ي جعله بردا ولباسا من قولهم جلل فرسا له فتجلل. ولا ريب في أن أحكام الإسلام بعضها يتعلق بالظاهر وبعضها يتعلق بالباطن، ومن تلبس بها يتزين ظاهره وباطنه فيصير إنسانا كاملا له صورة مزينة ظاهرا وباطنا (وعذرا لمن انتحله) العذر بالضم وضمتين والمعذورة اسم لما يرفع به اللوم. والانتحال أما بمعنى أخذ النحلة والدين أو بمعنى ادعائه وانتسابه إليه مع عدم كونه له، والإسلام على الأول عذر له في الدنيا والآخرة ويرفع به اللوم عنه مطلقا. على الثاني عذر له في الدنيا ويرفع عنه لومها مثل القتل والأسر والنهب والأذي وغيرها.
(وعروة لمن إعصتم به) عروة سته كوزه ودسته هر جيز، واعتصام دست در زدن. لا حظ شبه الإسلام بالعروة لأنه عروة الخيرات كلها فمن اعتصم به ملك جميعها ورفعها لنفسه.
(وحبلا لم استمسك به) لأن الإسلام حبل الله المتين بينه وبين خلقه فمن استمسك به خرج من حضيض النقص إلى أوج الكمال ومن جب الغربة والفراق إلى المنزل القرب والوصال، والحبل يطلق على الرسن وعلى العهد والأمان والكل محتمل.
(وبرهانا لمن تكلم به) لأن من علم حقيقته وعرف أسراره غلب به على من جحده وأنكره عند المناظرة ولذلك كان العالم بالشرع كما ينبغي فائقا على الباطل وأهله دائما.
(ونورا لمن استضاء به) شبهه بالنور واستعار له لفظه ورشحه بذكر الاستضاءة، ووجه المشابهة
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428