شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٥٤
(وآية لمن توسم) أي من تفرس طرق الخير الموصلة إلى الحق ومقاصده التي ترشد إلى ساحة القدس فان الإسلام آية وعلامة لذلك المتفرس المتوسم فإذا اهتدى بها سلك طريق مهدي. ( وعبرة لمن اتعظ) عبرت اعتبار گرفتن پند گرفتن، ومتع پند گيرنده وذلك ظاهر لأن في الاسلام عبرة للمعتبر وعظة للمتعظ لما فيه من أخبار القرون الخيالية وأحوال الأيام الماضية وكيفية تصرف الزمان بهم وجريان القضاء فيهم مثل قوم فرعون وعاد وثمود وقوم نوح وصالح وهود وغيرهم ممن لا يحصى كثرة.
(ونجاة لمن صدق) فان الإسلام سبب لنجاة من صدق الرسول فيما جاء به ودخل فيه من القتل والأسر والنهب والأذى في الدنيا، ومن العذاب والعقوبة في الآخرة، والإطلاق فيه وفيما سبق مثل ما مر. (وتؤده لمن أصلح) التؤده - بضم التاء وسكون الهمزة وفتحها - الرزانة والتأنى وذلك ظاهر لأن من أصلح بقواعد الإسلام وتبع حكمه كان الإسلام سببا لتأنيه ورزانته. (وزلفى لمن اقترب) زلفى نزديك شدن يعني أن الإسلام سبب القرب من الله لكل من اقترب اليه، والحاصل أن كل من اقترب فسبب قربه هو الإسلام باعتبار التمسك بذيله، والعمل بقوانينه.
(وثقة لمن توكل) أي هو سبب ثقة واعتماد لمن توكل على الله لاشتماله على الوعد الصادق من يتوكل على الله فهو حسبه وغير ذلك وهو يوجب زيادة استعداد للتوكل. (ورخاء لمن فوض) أي هو رخاء سهل غير صعب لمن فوض فعله اليه ولم يتكلف فان الإسلام ملة سمحة سهلة. وقيل من ترك البحث والإستقصاء من الدليل فتمسك باحكام الإسلام ودلائل القرآن والسنة المتداولة بين أهله، وفوض أمره اليه استراح بذلك التفويض ولا يقع في تعصب، وقيل: المراد أن المسلم إذا كمل اسلامه وفوض أمره إلى الله كفاه في جميع الأمور وأراحه من الاهتمام بها. (وسبقة لمن أحسن) السبقة والسبق بفتحتين الخطر وهو ما يتراهن عليه المتسابقان أي الإسلام خطر لمن أحسن إلى أهله أو لمن أحسن صحبته، أو لمن أحسن العمل فيه، أو الأعم من الجميع وبالجملة هو نصيب للمحسن وكأن غير المحسن ليس له نصيب فيه.
(وخيرا لمن سراع) الخير ما ينفع في الدنيا والآخرة، والإسلام خير لمن سارع اليه لأنه ينفعه فيهما. (وجنة لمن صبر) استعار لفظ الجنة للاسلام لأنه يحفظ من صبر على العمل بقواعده وأركانه من العقوبة الدنيوية والأخروية كما أن الجنة تحفظ صاحبها من شر الأعادى وعقوبتهم. (ولباسا لمن اتقى) فان من التقى الله حق تقاته واجتنب عما يضر في الآخرة من محرماته ومكروهاته وترك واجباته حصلت له حالة معتدلة محيطة بظاهره، وسمى تلك الحالة الشبيهة باللباس في الإحاطة والشمول والزينة اسلاما مجازا تسمية للمسبب باسم السبب، لأن تلك الحالة حصلت بسبب
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428