شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٦٠
الإيمان وثباته وبقائه، والمراد بالصبر الثبات على أحكام الكتاب والسنة وخلع النفس عن الشهوات ومنعها عن الجزع عند المصيبات، وهو كنز من كنوز الجنة وطريق عظيم للدخول فيها.
وباعث قوى للبقاء على الإيمان، وباليقين العلم مع زوال الشك وعدم احتمال طريانه وحاصله مشاهدة الغيوب بأنوار القلوب وملاحظة الاسرار بمعاونة الافكار وبالعدل مكلة الاعتدال في القوة النظرية والعملية والتوسط في القوة الشهوية والغضبية وهو مثمر لقوة الإيمان وكماله، وبالجهاد المجاهدة النفسانية والبدنية والمراقبة الروحانية، والله سبحانه أظهر الدين وطلب الإيمان به وجعل عزهما وكمالهما في الجهاد فمن جاهد كما إيمانه وشارك المجاهدين، ومن فقد نقص إيمانه وشارك المتخلفين والمنافقين. (فالصبر من ذلك على أربع شعب) لما فرغ من دعائم الإسلام شرع في ليس منها وكذا العلم والجهاد وذكر منها ما هو من الإيمان وذكر لكل واحد منها أربع شعب والشعب وثمراتها. والشعب جمع الشعبة، والمراد بها هنا الأغصان فقد شبه الصبر مثلا بشجرة في في كونه أصلا والشعب بالأغصان في كونها فروعا، وما يترتب على الشعب بالأثمار في كونه حاصلا. (على الشوق) أي الشوق إلى الجنة ونعيمها ودرجاتها وهو ميل النفس إلى الشيء بعد تصوره وتصور نفعه، والبصر أصل له إذ هو لا يصحل بدون الصبر عن أحكام الله ومكاره النفس، وهو مع ذلك سبب لكمال الصبر وثباته.
(والاشفاق) وهو الخوف من نار جهنم أو من نار الفراق لأن الصابر بترقياته يصل إلى أعلى مراتب القرب فيحصل له الخوف مما ذكر وهو سبب لبقاء الصبر وثباته.
(والزهد) أي الزهد في الدنيا وزهراتها وهو لا يحصل بدون الصبر في الطاعات وزجر النفس عن المنهيات وهو مع ذلك سبب لثبات الصبر.
(والرقب) أي ترقب الموت وانتظاره وهو لا يحصل بدون الصبر لأن الصابر هو الذي يطلب الحياة الحقيقية التي تحصل بالموت والترقب سبب لبقاء الصبر وكماله ثم أشار إلى فوائد تلك الشعب وثمراتها بقوله.
(فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات) أي فارقها وطيب نفسه عن جميع مشتهياتها التي هي طرق النار لأن من اشتاق إلى شيء يجتنب عما يوصل إلى ضده.
(ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات) لأنها مؤدية إلى النار، وسبب لها ومن خاف من المسبب يفر عن السبب فمن ادعى الاشفاق وارتكب الحرام فهو كاذب.
(ومن زهد في الدنيا هانت عليها المصيبات) إذ منشأ صعوبتها هو الميل إلى الدنيا ومحبة
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428