شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٥
ونفوذه أو تذهب ريحكم الطيب وهو نور الإيمان، ويحتمل أن يراد بالريح المعنى المعروف فإن النصرة لا يكون إلا بريح يبعثه الله وفي الحديث «نصرت بالصبا وأهلك عادا بالدبور» وبالجملة:
التفرق عن الحبل المذكور وعدم التمسك به موجب لغلبة الأشرار ومذلة الأبرار.
قوله (وعلى هذا فليكن) «على» متعلق بالتأسيس، قدم للحصر، يقول: أسست البناء تأسيا إذا أحكمته، والمقصود: اجعلوا بناء أموركم الدنيوية والأخروية على هذا الأساس الذي ذكرته لكم والزموا هذه الطريقة المستقيمة في السير إلى الله تعالى ولا تفارقوها.
قوله (فإنكم لو عاينتم) تعليل لما ذكر، وترغيب فيه، وحث على قبوله، و «ممن خالف» بيان ل‍ «من»، والخطاب لطايفة من عساكره، فإن أكثرهم لم يعرفوه حق معرفته، ويندرج فيه من يحذو حذوهم إلى يوم القيامة، يعني: أنكم لو عاينتم وشاهدتم بالمعاينة ما عاين من الأهوال والعقوبات من قد مات منكم وهو من خالف ما قد تدعون إليه (1) من بناء أموركم على ما ذكر ولزوم الطريقة المذكورة لبدرتم إلى ما تدعون إليه وأسرعتم إلى قبوله، وخرجتم عن المخالفة إلى الموافقة، وعن التثاقل من متابعة الهداة إلى التبادر فيها، ولسمعتم ما أقول لكم وأحرضكم، ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا لاقتضاء حكمة التكليف ذلك وقريبا ما - وهو وقت الموت أو يوم القيامة - يطرح الحجاب فترون وخامة عاقبتهم وشدة عقوبتهم.
* الأصل:
4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمن بن حماد وغيره، عن حنان بن

١ - قوله «خالف ما تدعون إليه» من ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وسيرته وطريقته وهذا أيضا يدل على أن جماعة من مخالفيه كأصحاب الجمل والصفين كانوا قد مضوا وماتوا حين كان يتكلم (عليه السلام) بهذا الكلام، وظاهر قوله: «ما عين من قد مات منكم» انهم عاينوا العذاب الإلهي بعد الموت من غير ريث لمخالفتهم وكانوا حين تكلم أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا الكلام معذبين وأن الأحياء إن كشف لهم الغطاء لأبصروا ما يلقونه من العذاب فعلا ولاعتبروا بهم وبدروا إلى ترك الخلاف وسارعوا إلى اطاعته (عليه السلام) والعود إلى الجهاد مع أعدائه، ويؤيد ذلك قوله «ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا» فإنه يدل على وجود العذاب فعلا ولو لم يقم القيامة بعد فإن العذاب لا يتوقف على ذلك، وبالجملة فمن كان مائتا من مخالفيه (عليه السلام) في حياته كان معذبا بمخالفته; لكن عذابه كان محجوبا عن الأحياء، فإذا طرح الحجاب لرأوا ما بهم وتابوا عن التثاقل. وهذا صريح فيما يقول علماؤنا من وجود العذاب والثواب في عالم البرزخ وأن ذلك نشأة من النشآت خفية عن أبصار أهل عالم الملك والشهادة في الدنيا لكونها من الغيب والملكوت وعالم الآخرة، والحاجب بين العالمين هو تعلق الروح بالبدن العنصري وطرح الحجاب بطرحه، ولذلك قرائن كثيرة وأدلة وبراهين في الروايات يعجز عن إحصائها المتتبع فكم قد ضل من أنكر النشآت وآخر الجزاء وأطال المدى، والله الهادي (ش).
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417