شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٨٩
كل شيء.
* الشرح:
(وعنه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى (الرحمن على العرش استوى) فقال:
استوى في كل شيء) أي استوى نسبته إلى كل شيء علما وإنما ذكر لفظة في للأشعار بأن علمه نافذ في بواطن الأشياء كلها (فليس شيء أقرب إليه من شيء) نفي أقربية شيء من الأشياء يستلزم نفي أبعدية شيء من الأشياء أيضا فيلزم من ذلك تساوي جميع الأشياء بالنسبة إليه فقوله (لم يبعد منه بعيد ولم يقرب منه قريب) تأكيد لما قبله ولذا ترك العاطف، ومعنى هذا القول نفي أن يكون شيء بعيدا منه وشئ قريبا منه، لأن نفي البعد عن البعيد والقرب عن القريب نفي البعيد والقريب، ضرورة أنه لو كان هناك قريب وبعيد لم يكن البعد والقرب منفيين (استوى في كل شيء) هذا من باب ذكر النتيجة بعد المقدمات إن كانت الفاء الداخلة على «ليس» للتعليل، ومن باب ختم الكلام مجملا بما يرجع إلى ما ذكر في السابق مفصلا إن كانت الفاء للتفريع أو للتفسير، وهذا من المحسنات البديعية عن علماء العربية.
* الأصل:
9 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زعم أن الله من شيء أو في شيء أو على شيء فقد كفر.
قلت: فسر لي؟ قال: أعني بالحواية من الشيء له أو بإمساك له أو من شيء سبقه.
وفي رواية أخرى: من زعم أن الله من شيء فقد جعله محدثا ومن زعم أنه في شيء فقد جعله محصورا، ومن زعم أنه على شيء فقد جعله محمولا.
* الشرح:
(وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد، عن عاصم بن حميد) بضم الحاء (عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زعم أن الله من شيء) أي من مادة أو من أجزاء بأن يزعم أنه ذو مادة أو ذو أجزاء أو من أصل له مدخل في وجوده كأبوين أو من مبدأ مفيض لوجوده كالفاعل (أو في شيء) كالصفة في الموصوف والصورة في المادة والعرض في الموضوع والجزء في الكل والجسم في الهواء المحيط به والمظروف في الظرف (أو على شيء) بالاستقرار فيه والاعتماد عليه كالملك على السرير والراكب على المركوب والسقف
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست