شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ٢٨٦
الحواس غير مستور عن القلوب الصافية، أو مستتر من غير ستر يستره، لأن الستر العرفي إنما يستر الأجسام وتوابعها.
(فجعله كلمة تامة) (1) أي فجعل ذلك الاسم كلمة تامة لكماله وتمامه بالذات وعدم كونه تابعا

1 - قوله «فجعله كلمة تامة» كل اسم يدل على الذات باعتبار صفة من صفاته تعالى كالعالم للذات باعتبار صفة العلم والقهار باعتبار صفة القهر لكن الاسم الأول سمة للذات باعتبار جميع الصفات الكمالية مما نعلمها أو لا نعلمها ولذلك سماه (عليه السلام) كلمة تامة فإن قيل كيف لم يصرح (عليه السلام) بهذا الاسم ولم يبين ما هو قلنا لأنه لا يوجد في لغة يفهمها الإنسان كلمة تدل أو اسم ينبئ عن الذات باعتبار جميع صفاته وإن كان قد يقال إنه هو الله ولكن الحق أنه يدلنا على الذات الجامع لصفات الكمال التي نعرفها ونستطيع أن نعبر عنها لا لجميع ما يتصف به ذات الواجب هذا بناء على اصطلاحهم في الأسماء وأما العقل الأول أو الفيض الأقدس أو المقدس على ما ذكره بعضهم فعدم التعبير عنه لعلة لا نعلمها أو لعدم الحاجة ولما علم من مطاوي الأخبار والآثار أن خلق كل شيء باسم من أسمائه تعالى وأن ذلك الشيء مظهر ذلك الاسم فالاسم الأعظم الذي وصفة الإمام بالكلمة التامة إن كان له مظهر في عالم الإمكان هو الفيض المقدس أو العقل الأول الذي هو أشرف الموجودات بعد واجب الوجود إذ لا بد أن يكون مظهر أكمل الأسماء أكمل الموجودات. (ش)
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست