سوى الروح، وهذا إنما يكون في الصورة إذا كانت مجسمة وواجدة للجثة والهيكل، ومشتملة على الأبعاد الثلاثة، إذ يستحيل الأمر بنفخ الروح في النقوش الخالية عن الجسم، فإن الأمر بالنفخ لا يكون إلا في محل قابل له والصور المنقوشة على الألواح والأوراق ونحوهما غير قابلة لذلك، لاستحالة انقلاب العرض إلى الجواهر.
ودعوى إرادة تجسيم النقش مقدمة للنفخ ثم النفخ فيه، خلاف الظاهر من الروايات.
وأجاب عنه المصنف بوجهين:
ألف: إن النفخ يمكن تصوره في النقش بملاحظة محله بل بدونها، كما في أمر الإمام (عليه السلام) الأسد المنقوش على البساط بأخذ الساحر في مجلس الخليفة (1).
وفيه: أن هذا خلاف ظواهر الأخبار، فإن الظاهر منها أن التكليف إنما هو باحياء نفس الصور دون محلها، وأما أمر الإمام (عليه السلام) الأسد المنقوش على البساط بأخذ الساحر، فسيأتي الجواب عنه.
ب: إن النفخ إنما هو بملاحظة لون النقش الذي هو في الحقيقة أجزاء