شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٢٣
وإذا اخذت لا بشرط شئ (169) ولا بشرط لا شئ، فهي المسماة بالهوية (170) السارية في جميع الموجودات (171).
وإذا اخذت بشرط ثبوت الصور العلمية فيها (172)، فهي مرتبة الاسم الباطن المطلق والأول والعليم رب الأعيان الثابتة.
وإذا اخذت بشرط كليات الأشياء فقط، فهي مرتبة الاسم الرحمان (173)، رب العقل الأول (174) المسمى بلوح القضا وأم الكتاب والقلم الاعلى. وإذا اخذت بشرط ان يكون الكليات فيها جزئيات (175) مفصلة ثابتة من غير احتجابها (176) عن كلياتها، فهي مرتبة الاسم الرحيم رب النفس الكلية المسماة بلوح القدر وهو اللوح المحفوظ والكتاب المبين.
وإذا اخذت بشرط ان يكون الصور المفصلة جزئية متغيرة (177)، فهي مرتبة الاسم الماحي والمثبت والمحيي والمميت، رب النفس المنطبعة في الجسم الكلى المسماة بلوح المحو والاثبات.
وإذا اخذت بشرط ان يكون قابلة للصور النوعية الروحانية والجسمانية، فهي مرتبة الاسم القابل، رب الهيولى الكلية (178) المشار إليها بالكتاب المسطور والرق المنشور.
وإذا اخذت مع قابلية التأثر، فهي مرتبة الاسم الفاعل المعبر عنه بالموجد والخالق، رب الطبيعة الكلية (179) وإذا اخذت بشرط الصور الروحانية المجردة، فهي مرتبة الاسم العليم والمفصل والمدبر، رب العقول والنفوس الناطقة. وما يسمى باصطلاح الحكماء بالعقل المجرد يسمى باصطلاح أهل الله بالروح، لذلك يقال للعقل الأول روح القدس. وما يسمى بالنفس المجردة الناطقة عندهم يسمى بالقلب، إذا كانت الكليات فيها مفصلة، وهي شاهدة إياها شهودا عيانيا. والمراد بالنفس عندهم (180) النفس المنطبعة الحيوانية.
وإذا اخذت بشرط الصور الحسية الشهادية، فهي مرتبة الاسم الظاهر المطلق والآخر، رب عالم الملك.

١٦٩ - أي، اللا بشرط المقسمي.
١٧٠ - وهي الأحدية بالمعنى الأول. اعلم، ان الوجوب قد يطلق ويراد به كيفية النسبة بين الشيئين، ولو اعتبارا، ومعناه حينئذ امتناع انفكاك الوجود عن الشئ وذلك الوجوب في مقابل الامكان، والهوية الاطلاقية المأخوذة لا بشرط ليس بممكن ولا واجب بهذا المعنى إذ هو متصور بين الشيئين وفي هذا الاعتبار ليس الا نفس الهوية بلا اعتبار علمه بذاته وتجليه في ذاته لذاته حتى يكون باعتبار علمه بعدم انفكاك الوجود عن نفسه واجبا. نعم، يصدق الوجوب بهذا المعنى في مرتبة تجليه الذاتي وعلمه بنفسه. وقد يطلق ويراد به تأكد الوجود و شدته وعدم تناهيه فيها، وهذا ملاك الأول وما شابهه، والهوية السارية الاطلاقية واجبة بذلك المعنى، والمتنافى للسريان في الأشياء هو الوجوب بالمعنى الأول لا الثاني. والمراد بسريانها ظهورها في الأشياء بلا تجاف عن مقامها الأصلي والا كان ذلك انتقالا لا سريانا و لا بد ان يكون ذلك التجلي ليس في مرتبة المتجلي وإلا لزم الخلف. 12 171 - من الممكن والواجب.
172 - أي، الأعيان الثابتة، فلا يرد انه لا فرق بينه وبين قوله آنفا: فاما ان تؤخذ بشرط جميع الأشياء...
173 - الأسماء قد تطلق على حقيقة الوجود مأخوذة مع العلم أو القدرة أو غيرهما من الأوصاف والنعوت، وقد تطلق على مجالي الأسماء ومظاهرها، وهذا هو المراد بلفظ المرتبة في قوله:
مرتبة الاسم الرحمان، وما بعده. والحاصل ان الوجود قد يؤخذ بلا تعين وقد يؤخذ مع التعين، وان اخذ مع التعين، فاما ان يكون التعين نوريا كالعلم والقدرة وأمثالهما فهو الاسم، أو يكون التعين ظلمانيا كالماهيات فهو الفعل الخالق، والفعل مرتبة الاسم و تجليه. 12 174 - أي، الاسم الرحمان رب العقل وهكذا فيما بعده. والأولى ان يجعل مرتبة اسم الرحمن مرتبة بسط الوجود على الأشياء طرا، كليها وجزئيها، ومرتبة اسم الرحيم مرتبة بسط كمالاته وايصاله إلى مقامه اللائق به. 12 175 - أي، كليات ممتازة.
176 - أي، احتجاب حقيقة الوجود. 12 177 - في مرتبة الفيض المقدس لا في مرتبة الاخذ. 12 - ملكوت الجسم وهي القوة السارية في جميع الأجسام عنصريا كان أم فلكيا بسيطا كان أم مركبا وهي غير الصورة النوعية. (محمد رضا قمشه اى) (178) - المراد بها الوجود المنبسط باعتبار قبوله التجليات، أو الهيولى المصطلحة عند الحكماء. 12 (179) - المراد بها اما نفس الوجود المنبسط، أو هو في مرتبة المثال والطبيعة. 12 (180) - الصوفية.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 43 44 45 ... » »»