كتاب المشاعر - صدر الدين محمد الشيرازي - الصفحة ٧٦
لا قيام مبدأ الاشتقاق لأن مفهوم المشتق كالكاتب والأبيض أمر بسيط يعبر عنه ب دبير و (سفيد) فكون الشيء موجودا عبارة عن اتحاده مع مفهوم الموجود لا قيام الوجود به قياما حقيقيا أو انتزاعيا ولا يحتاج إلى وجود أصلا.
(72) فالواجب عند هذا القائل عين مفهوم الموجود لا عين الوجود.
وكذا الممكن الموجود. وكذا في جميع الاتصافات بالمفهومات. والفرق بين الذاتي والعرضي من المشتق عنده ليس بكون الاتحاد في الوجود الذي هو مناط الحمل عندنا في الذاتيات بالذات وفي العرضيات بالعرض إذ لا وجود عنده بل بأن المفهوم الذاتي هو الذي يقع في جواب ما هو والعرضي هو الذي لم يقع فيه. وهذا كله من التعسفات.
(73) إشراق حكمي. وجود كل ممكن عين ماهيته خارجا ومتحد بها نحوا من الاتحاد. وذلك لأنه لما ثبت وتحقق مما بينا أن الوجود الحقيقي الذي هو مبدأ الآثار ومنشأ الأحكام وبه تكون الماهية موجودة وبه يطرد العدم عنها أمر عيني. فلو لم يكن وجود كل ماهية عينها ومتحدا بها فلا يخلو: إما أن يكون جزءا منها أو زائدا عليها عارضا لها. وكلاهما باطلان لأن وجود الجزء قبل وجود الكل ووجود الصفة بعد وجود الموصوف. فتكون الماهية حاصلة الوجود قبل نفسها ويكون الوجود متقدما على نفسه. وكلاهما ممتنعان.
ويلزم أيضا تكرير نحو وجود شيء واحد من جهة واحدة أو التسلسل في المترتبات المجتمعة من أفراد الوجود. وهذا التسلسل مع استحالته بالبراهين واستلزامه لانحصار ما لا يتناهى بين حاصرين أي الوجود والماهية يستلزم المدعى بالخلف وهو كون الوجود عين الماهية في الخارج لأن قيام جميع الوجودات بحيث لا يشذ عنها وجود عارض يستلزم وجودا لها غير عارض وإلا لم يكن المفروض جميعا جميعا بل بعضا من الجميع.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 51
2 الفاتحة في تحقيق مفهم لوجود وأحكامه وإثبات حقيقته وأحواله 55
3 المشعر الأول: في بيان أنه غني عن التعريف 57
4 المشعر الثاني: في كيفية شموله للأشياء 59
5 المشعر الثالث: في تحقيق الوجود عينا 60
6 المشعر الرابع: في دفع شكوك أوردت على عينية الوجود 68
7 المشعر الخامس: في كيفية اتصاف الماهية بالوجود 75
8 المشعر السادس: في أن تخصيص أفراد الوجود وهوياتها بماذا على سبيل الإجمال 80
9 المشعر السابع: في أن الأمر المجعول بالذات من الجاعل والفائض من العلة هو الوجود دون الماهية 84
10 المشعر الثامن: في كيفية الجعل والإفاضة وإثبات البارئ الأول وأن الجاعل الفياض واحد لا تعدد فيه ولا شريك له 90
11 المشعر الأول: في نسبة المجعول المبدع إلى الجاعل 90
12 المشعر الثاني: في مبدأ الموجودات وصفاته وآثاره 91
13 المنهج الأول: في وجوده تعالى ووحدته 93
14 المشعر الأول: في إثبات الواجب - جل ذكره - وفي أن سلسلة الوجودات المجعولة يجب أن تنتهي إلى واجب الوجود 95
15 المشعر الثاني: في أن واجب الوجود غير متناهي الشدة والقوة وأن ما سواه متناه محدود 96
16 المشعر الثالث: في توحيده تعالى 97
17 المشعر الرابع: في أنه المبدأ والغاية في جميع الأشياء 98
18 المشعر الخامس: في أن واجب الوجود تمام كل شئ 99
19 المشعر السادس: في أن واجب الوجود مرجع كل الأمور 100
20 المشعر الثامن: في أن الوجود بالحقيقة هو الواحد الحق تعالى وكل ما سواه بما هو مأخوذ بنفسه هالك دون وجهه الكريم 103
21 المنهج الثاني: في نبذ من أحوال صفاته تعالى 105
22 المشعر الثاني: في كيفية علمه تعالى بكل شئ على قاعدة مشرقية 108
23 المشعر الثالث: في الإشارة إلى سائر صفاته الكمالية 109
24 المشعر الرابع: في الإشارة إلى كلامه تعالى وكتابه 110
25 المنهج الثالث: في الإشارة إلى الصنع والإبداع 113
26 المشعر الأول: في فعله تعالى 116
27 المشعر الثالث: في حدوث العالم 120
28 خاتمة الرسالة 123