كتاب المشاعر - صدر الدين محمد الشيرازي - الصفحة ١١٠
المشعر الرابع في الإشارة إلى كلامه تعالى وكتابه (121) كلامه تعالى ليس كما قالته الأشاعرة من أنه صفة نفسية هي معان قائمة بذاته لاستحالة كونه تعالى محلا لغيره. وليس أيضا عبارة عن خلق أصوات وحروف دالة وإلا لكان كل كلام كلام الله. وأيضا أمره وقوله سابق على كل كائن كما قال أيضا إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون بل هو عبارة عن إنشاء كلمات تامات وإنزال آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات في كسوة ألفاظ وعبارات. قال وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
وفي الحديث أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق.
(122) والكلام النازل من عند الله هو كلام وكتاب من وجهين.
والكلام لكونه من عالم الأمر غير الكتاب لكونه من عالم الخلق.
والمتكلم من قام به الكلام قيام الموجود بالموجد. والكاتب من أوجد الكلام يعني الكتاب. ولكل منهما منازل ومراتب. فكل متكلم كاتب بوجه وكل كاتب متكلم بوجه. ومثاله في الشاهد أن الإنسان إذا تكلم بكلام فقد صدر عن نفسه في لوح صدره ومخارج حروفه صور وإشكال حرفية. فنفسه من أوجد الكلام فيكون كاتبا بقلم قدرته في ألواح صدره ومنازل صوته ومجاري نفسه بفتح الفاء وشخصه الجسماني ممن قام به الكلام فيكون متكلما. فاجعل ذلك مقياسا لما فوقه. والكلام قرآن وفرقان باعتبارين. والكلام لكونه من عالم الأمر منزله الصدور ولا يدركه إلا أولو الألباب بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم... وما يعقلها إلا العالمون. والكتاب لكونه من عالم الخلق منزله الألواح القدرية يدركه كل واحد لقوله تعالى وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة والكلام لا يمسه
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 107 108 109 110 111 113 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 51
2 الفاتحة في تحقيق مفهم لوجود وأحكامه وإثبات حقيقته وأحواله 55
3 المشعر الأول: في بيان أنه غني عن التعريف 57
4 المشعر الثاني: في كيفية شموله للأشياء 59
5 المشعر الثالث: في تحقيق الوجود عينا 60
6 المشعر الرابع: في دفع شكوك أوردت على عينية الوجود 68
7 المشعر الخامس: في كيفية اتصاف الماهية بالوجود 75
8 المشعر السادس: في أن تخصيص أفراد الوجود وهوياتها بماذا على سبيل الإجمال 80
9 المشعر السابع: في أن الأمر المجعول بالذات من الجاعل والفائض من العلة هو الوجود دون الماهية 84
10 المشعر الثامن: في كيفية الجعل والإفاضة وإثبات البارئ الأول وأن الجاعل الفياض واحد لا تعدد فيه ولا شريك له 90
11 المشعر الأول: في نسبة المجعول المبدع إلى الجاعل 90
12 المشعر الثاني: في مبدأ الموجودات وصفاته وآثاره 91
13 المنهج الأول: في وجوده تعالى ووحدته 93
14 المشعر الأول: في إثبات الواجب - جل ذكره - وفي أن سلسلة الوجودات المجعولة يجب أن تنتهي إلى واجب الوجود 95
15 المشعر الثاني: في أن واجب الوجود غير متناهي الشدة والقوة وأن ما سواه متناه محدود 96
16 المشعر الثالث: في توحيده تعالى 97
17 المشعر الرابع: في أنه المبدأ والغاية في جميع الأشياء 98
18 المشعر الخامس: في أن واجب الوجود تمام كل شئ 99
19 المشعر السادس: في أن واجب الوجود مرجع كل الأمور 100
20 المشعر الثامن: في أن الوجود بالحقيقة هو الواحد الحق تعالى وكل ما سواه بما هو مأخوذ بنفسه هالك دون وجهه الكريم 103
21 المنهج الثاني: في نبذ من أحوال صفاته تعالى 105
22 المشعر الثاني: في كيفية علمه تعالى بكل شئ على قاعدة مشرقية 108
23 المشعر الثالث: في الإشارة إلى سائر صفاته الكمالية 109
24 المشعر الرابع: في الإشارة إلى كلامه تعالى وكتابه 110
25 المنهج الثالث: في الإشارة إلى الصنع والإبداع 113
26 المشعر الأول: في فعله تعالى 116
27 المشعر الثالث: في حدوث العالم 120
28 خاتمة الرسالة 123