كتاب المشاعر - صدر الدين محمد الشيرازي - الصفحة ٧٣
حضورا إشراقيا وشهودا عينيا وحينئذ لا يبقى الشك في هويته.
(58) والأولى بهذا السؤال أن يورد إلزاما على من قال بزيادة الوجود على الماهية مستدلا بما ذكر من أنا نعقل الماهية ونشك في وجودها أو نغفل عنه والمعقول غير المشكوك فيه أو المغفول عنه فالوجود زائد على الماهية لكن ما حققناه في الأصل من أن الوجود غير زائد على الماهية وليس عروضه لها عروضا خارجيا ولا ذهنيا إلا بحسب التحليل كما أشرنا إليه. فانهدم الأساسان.
(59) سؤال: لو كان الوجود في الأعيان وليس بجوهر فيكون كيفا لصدق تعريف الكيف عليه. فيلزم مع ما مر من تقدم الموضوع عليه المستلزم للدور أو التسلسل كون الكيف أعم الأشياء مطلقا وكون الجوهر كيفا بالذات وكذا الكم وغيرهما.
(60) جواب: الجوهر والكيف وغيرهما من المقولات من أقسام الماهية وهي معان كلية تكون جنسا ونوعا وذاتية وعرضية. والحقائق الوجودية هويات عينية وذوات شخصية غير مندرجة تحت كلي ذاتي أو عرضي. فالجوهر مثلا ماهية كلية حقها في الوجود الخارجي أن لا تكون في موضوع. والكيف ماهية كلية حقها في الوجود الخارجي أن لا تقبل القسمة ولا النسبة. وهكذا في سائر المقولات. فسقط كون الوجود جوهرا أو كيفا أو كما أو عرضا آخر من الأعراض.
(61) وقد مر أيضا أن الوجود لا جنس له ولا فصل له ولا ماهية له ولا هو جنس وفصل ونوع لشيء ولا عرض عام وخاص لأن هذه الأمور من أقسام الكليات.
(62) وما هو من الأعراض العامة والمفهومات الشاملة هو معنى الموجودية المصدرية لا حقيقة الوجود.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 51
2 الفاتحة في تحقيق مفهم لوجود وأحكامه وإثبات حقيقته وأحواله 55
3 المشعر الأول: في بيان أنه غني عن التعريف 57
4 المشعر الثاني: في كيفية شموله للأشياء 59
5 المشعر الثالث: في تحقيق الوجود عينا 60
6 المشعر الرابع: في دفع شكوك أوردت على عينية الوجود 68
7 المشعر الخامس: في كيفية اتصاف الماهية بالوجود 75
8 المشعر السادس: في أن تخصيص أفراد الوجود وهوياتها بماذا على سبيل الإجمال 80
9 المشعر السابع: في أن الأمر المجعول بالذات من الجاعل والفائض من العلة هو الوجود دون الماهية 84
10 المشعر الثامن: في كيفية الجعل والإفاضة وإثبات البارئ الأول وأن الجاعل الفياض واحد لا تعدد فيه ولا شريك له 90
11 المشعر الأول: في نسبة المجعول المبدع إلى الجاعل 90
12 المشعر الثاني: في مبدأ الموجودات وصفاته وآثاره 91
13 المنهج الأول: في وجوده تعالى ووحدته 93
14 المشعر الأول: في إثبات الواجب - جل ذكره - وفي أن سلسلة الوجودات المجعولة يجب أن تنتهي إلى واجب الوجود 95
15 المشعر الثاني: في أن واجب الوجود غير متناهي الشدة والقوة وأن ما سواه متناه محدود 96
16 المشعر الثالث: في توحيده تعالى 97
17 المشعر الرابع: في أنه المبدأ والغاية في جميع الأشياء 98
18 المشعر الخامس: في أن واجب الوجود تمام كل شئ 99
19 المشعر السادس: في أن واجب الوجود مرجع كل الأمور 100
20 المشعر الثامن: في أن الوجود بالحقيقة هو الواحد الحق تعالى وكل ما سواه بما هو مأخوذ بنفسه هالك دون وجهه الكريم 103
21 المنهج الثاني: في نبذ من أحوال صفاته تعالى 105
22 المشعر الثاني: في كيفية علمه تعالى بكل شئ على قاعدة مشرقية 108
23 المشعر الثالث: في الإشارة إلى سائر صفاته الكمالية 109
24 المشعر الرابع: في الإشارة إلى كلامه تعالى وكتابه 110
25 المنهج الثالث: في الإشارة إلى الصنع والإبداع 113
26 المشعر الأول: في فعله تعالى 116
27 المشعر الثالث: في حدوث العالم 120
28 خاتمة الرسالة 123