تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٧٥
وأقول إن هذه العلة غير كافية لان السادس والسابع أصلب فكان أحق بذلك والذي يظهر لي أن الخامس إنما خص بالسمع لمسامتته الادن ومضاعفة فرديته (وسادسها) يخالط الخامس أولا فقد يكون بسلاسة فتتحرك فيه الاذن في بعض الانسان كباقي الحيوان ثم يقابل اللامى فينقسم إلى ناشب في الكتف متفرق في الحنجرة ونازل إلى الحجاب فيفرق فيه أجزاء ثم ينعطف راجعا حتى يخالط جميع أجزاء الوجه ويسمى الراجع لذلك ثم يعود مخالطا لسائر الشرايين حتى يفنى في العجز (وسابعها) ينشأ من الحد المشترك بين النخاع والدماغ يذهب أكثره في أجزاء الوجه ويصير منه إلى الأحشاء كذا قال جالينوس والشيخ والصحيح أنا نقول قد يذهب كله في الوجه في بعض الناس فهذه السبعة الخاصة بالدماغ والحس وهى ألين الأعصاب وألينها الأول ولذلك حفظت بالأغشية (والثامن) ينبت من الدماغ لكنه بالعرض لان النخاع كما يفارق الدماغ ينبت في خرز الفقرات كالنهر ثم لم يزل يدق تدريجا حتى يفنى في آخرها فهو خليفة الدماغ تنبت منه أزواج هذا القسم وتسمى أعصاب الحركة، وضابطها أن كل فقرة ينبت منها زوج فرد منه يذهب في الأيمن والآخر في الأيسر لكنه بتفصيل حاصله أن الثانية منها هي العليا كما تنبعث راجعة تخالط الرأس والوجه تكون بالثالث والرابع والخامس منها حركة الاذن في البهائم وبعض الناس وغالبها يستدير فيستبطن الحنجرة وبالسادس تنعكس الرأس كل يعود فتتوزع في الأحشاء والحجاب وأما الباقي فما تحت هذه الثلاثة يخالط ما قرب منها في اليدين والكتف والزور وغيرها منه ما يستبطن ويغور وماء يظهر ويخالط السواكن والضوارب غير أن أكثر أعصاب الصلب تذهب في البطن متقاطعة على السرة وأكثر العجز يفنى في الفخذ والباقي في أجزاء البدن هذه جملة الأعصاب (الثاني العضل) وهى الشظايا التي تتفرق من الأعصاب عند مقاربة الأعضاء المتحركة تتحد بالأربطة النابتة من أطراف العظام ثم يتخللها لحم تستدير به فيكون جسما واحدا عصبانيا إذا امتد إلى العضل فارقه اللحم ودق وههنا يسمى الوتر كذا حرره الفاضل الملطي ثم قال إن هذا العضل يختلف تارة من جهة العضو فيعظم إذا كان في عضو عظيم وهكذا وأخرى من؟؟ الشكل فمنه الثلث والربع وقد يختلف من حيث وضعه فمنه مستقيم ومن حيث تركيبه فمنه القليل اللحم وغيره ومن حيث كثرة الأوتار وقلتها فان منه عضلة الشاة لها أربعة أو تار اه‍ كلام هذا الفاضل الملطي. وأنا أقول إن لها اختلافات أخر فتارة تتضاعف والأصل واحد وأخرى تنفرد مطلقا وتارة تنتسج من جنس العضو كالتي في الشفة وأخرى كالتي في الجفن وتارة تكثر رؤوسه وتارة تقل وتارة يمنع نبات الشعر كالتي في الكف وأخرى لا يمنع وتارة يحرك المنكب وأخرى للنطح وأخرى للإدارة والبسط والنهض وتارة يكون لمجرد تقوية العضو كالتي على العضل وتارة لحفظ الحرارة وتارة للعضو، ومنه ما يكون للدلالة على أمور خارجة تعرض للشخص كالتي في الكهف فإنها إن تقاربت دلت على جمع المال أو اتسعت فعلى الفقر أو تقاطعت في الوسط فعلى قصر العمر إلى غير ذلك فهذه وجوه حصرها من حيث الايجاد والنفع ولا أظن عليه مزيدا. إذا تقرر هذا فلنفصل أحكامها بحسب الأعضاء من الرأس إلى القدم فنقول: أول متحرك في البدن الجبهة بعضلة مستطيلة تحت الجلد من غير وتر لصغر العضو والجفن الاعلى بثلاثة واحدة للرفع وثنتان للنزول والمقلة بستة أربع للجهات وثنتان للتأريب وعضلة حول القصبة قيل مضاعفة وقيل ثلاثة أصلية والأنف باثنتين وكذا كل من الشفتين والفك بأربعة أزواج للمضغ والادارة والرفع والخفض والفك والشفة حركة الوجنة ومن هذه الأزواج ما يأتي من خلف الاذنين ثم تتقاطع في الشفة فيصير اليمين للشمال والعكس
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197