تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٨٦
وفيه مسلك القضيب وتقدم حال المنى وأحكام التخلق وكذا البيضتان في حرف الميم في المنى.
[علامات] هي الدالة على أحوال البدن وما يكون عنها وتسمى الأدلة والانذارات وأبقراط يسميها تقدم المعرفة لأنها تعرف الطببب ما سيكون وهى قسمان جزئية مثل الدلالة على مرض محصوص أو خلط وكلية وهى الدالة على مطلق الأحوال وكلها إما منذرة بما سبق أو حضر أو يأنى وكل إما مخبر عن الصحة كاملة أو ناقصة أو مرض كذلك أو عدم كلي فهذه نهاية ما يقال في تقسيمها، ونحن نستقصى القول فيها إن شاء الله تعالى ونفرض الكلام فيها على قسمين (الأول) في الجزئيات وفيه فصول الأول في الاعراض فنقول [عرض] قد مر أن الافعال غايات القوى فهي إذا ثلاثة مثلها والاعراض إما أن تلحق الفعل لينشأ عنه المرض والعلامات والاعراض محصورة في ضرر الفعل وما يتبعه والتابع محصور في حال البدن وما يبرز منه وكيف كانت فهي إما بطلان أو نقص وكلاهما عن البرد غالبا أو تشويش ويكون عن الحر كذلك فالواقع في الطبيعي منها (إما في القوة) كبطلان الهضم أو نقصه أو تشويشه ومثلوا التشويش بحدوث الرياح والقراقر وهذه تكون عن برد فكيف تسمى تشويشا ويمكن الجواب بأن يكون من الحرارة الغريبة (أو في الجاذبة) ويقال لبطلانها الازلاق ونقصها القراقر وتشويشها الفواق كذا قاله الفاضل الملطي وفيه نظر من أن الفواق اجتماع رياح في فم المعدة ويقتضي الحر تفريقها ومن كون الحرارة يجوز أن تكون بعيدة عن موضع الاجتماع (أو في الدافعة) فبطلانها القولنج ونقصها بطء نزول الغذاء وتشويشها خروجه كذا قاله أيضا ويشكل مع الازلاق والفرق بينهما خروج الغذاء بصورته في الازلاق بخلافه هنا فيما بعد ذلك من باقي الهضوم فيكون الضرر في نفس الاخلاط وفى هاضمة الكبد يكون بطلانها نحو الاستسقاء وتشويشها مثل بول الدم وبطلان دافعته كذلك وما سكته الدوسنطاريا وفى هاضمة ما بعده يكون بطلانها مثل سقوط الشهوة والسل ونقصها الهزال وتشويشها نحو البرص وفى الحيوان يلزم بطلانه بطلان النبض ونقصه النقص وتشويشه الاختلاف وسيأتى ما فيه (أو في الفعل النفساني) وينقسم كانقسام السابق فبطلان الباصرة العمى ونقصانها الغشاء والظلمة كذا قاله الملطي وليس كذلك لان النقص إن استمر فضعيف البصر وإلا فالآفات القرنية فان خص الليل فالعشاء أو وقت الجوع فضعف الدماغ وعكسه البخار وإلا مطلق الظلمة وتشويشها تخيل ما في الخارج وهذا الضرر إن كان خاصا فالجليدية أو عن سوء مزاج رطب أو بارد فالكدورة أو حار أو يابس فعدم الرؤية من البعد خاصة أو عن مرض فان أزالها إلى خلف فالكحولة أو قدام فالزرقة حيث لا حرارة وإلا الشهولة أو إلى غيرهما فالحول ورؤية الشئ الواحد اثنين إن زال إلى الفوق والتحت معا أو عن تفرق التصاق فبطلان الرؤية وأصناف القروح أو بمجرد الروح الباصرة فإما أن يغلظ ويكثر ويلزم رؤية البعيد خاصة على القول بخروج الشعاع فان الهواء يلطفه والقول بالانطباع تكون العلة عدم المطاوعة أو يكثر ويلطف وهذا يلزم منه رؤية البعيد بالأول والقريب بالثاني ولعكسهما حكم العكس. إذا عرفت هذا فذكرهم القسم الثاني في مباحث الاعراض غير جيد لأنه ليس بمرض ولا مضرور بالاعراض (أو في الآلات) فان تعلق بالعنبية فأوسع ثقبها فردئ وإن كان جبليا ألزم تبدد الروح الباصر أو ضيقه كذلك فجيد لاجتماعه لكن لا يخلو الضيق الحادث عن ضرر إن انحرفت القرنية للزوم استفراغ الرطوبة البيضية فتماس الجليدية القرنية وهى صلبة عليها فتؤذيها ولتبدد البصر بذلك الانحراف أيضا أو بالبيضية من حيث الكم فان كثرت منعت الابصار أو قلت تلاقى
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197