تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٨٤
ويكمل الدائرة غشاء المرئ ثم يتألف من غضاريف أعظمها وأصلبها الاعلى تحت الذقن ثم تصغر وتلين تدريجا لأنها تستر بالغضاريف فإذا جاوزت الترقوة صارت كالعروق وتتجزأ هنا أربعة أجزاء وتثبت في لحم رخو متخلخل كالزبد إلى البياض إسفنجي وهذا هو الرئة خلقت للترويح على القلب بالهواء المستنشق من المجرى المذكور وفيها يمسك الهواء عند حبس النفس من نحو تأذ برائحة لان القلب لا يمكنه سكونه فتقوم عنه بذلك وهى إلى الأيمن ليعتدل البدن وتحتها القلب وهو لحم منصوب صنوبري الشكل إلى الصلابة قاعدته إلى أعلى الصدر ورأسه ينتهى إلى الأيسر بنقطة قالوا ويتوكأ على عضو وغضروف وله ثلاث بطون واحد في الأيمن أصله الأوردة كما عرفت وفيها الغذاء من الكبد وبطن أوسط تنضج فيه الأرواح والثالث في الأيسر تنبت منه الشرايين وقد غلف بأغشية للحفظ والوقاية لأنه معدن الغريزية وموضع الأرواح فهذا تحرير. آلات النفس. (وأما المنفذ الثاني) ففيه أعضاء كثيرة أحدها المرئ وهو أول عضو يفضى إليه الطعام والشراب من الفم وهو من غشاء لحمي كما عرفت قد انخرط آخره في فم المعدة بترتيب محم بربط الغشاء وله قوة جاذبة خصوصا وقت الجزع حتى قال في الشفاء إنه يظهر في قصار العنق وهو مما يلي الحنجرة أوسع ثم يضيق تدريجا وإذا فات الترقوة ارتبط بالفقرات موثوقا ثم يميل آخر الصدر إلى اليمين فيوثق بأول المعدة وله طبقات للقوة وفيه أنواع اللفائف من عريض وطويل ومورب كغالب الأعضاء.
(وثانيها) المعدة وهى ثلاثة أجزاء أولها عصباني إلى الصلابة لأنه يلاقى الغذاء صلبا وثانيها أغشية لحمية وآخره لحم وكلها طبقات بينها اللفائف وعليها طبقة الشحم بالثرب وهى في الانسان كقرعة ضيقة الرأس واسعة البطن وضاقت من الأعلى لميلها هناك إلى اليسار فلو عظمت لحصرت القلب واتسعت من أسفل مائلة إلى اليمين ليسهل تصرف الغذاء إلى الكبد ومن ثم يجب عند حلول الهضم الميل إلى الأيمن مساعدة للأعضاء ووثقت بأربطة إلى الصلب لئلا تميل عن الوضع إذا ملئت بالطعام وتحصنت بالثرب من قدام ومقابلة الصلب وبالقلب من اليسار والفوق ومقابلة الكبد فتكون الحرارة فيها وافرة وإلا فسد الهضم وهى حوض البدن كما في الحديث ومنها تجتذب سائر الأعضاء حاجتها قالوا لان المولدات تجتذب غذاءها مما يلي الرأس حتى صرح الصابي بأن النبات إنسان مقلوب والثابت في الأرض منه رأسه وعوضت الطيور عن المعدة الحواصل وكل مسحوب فلا معدة له لا ستطالة جسمه وانكبابه فيمسك الغذاء فيه وداخل المعدة حمل خشن به ينهضم الغذاء ومتى سقطت الشاهية فمن تمسكه بالاخلاط اللزجة (وثالثها) الأمعاء وهى ستة قد انتظم أولها في ثقب أسفل المعدة وكلها من جنس المعدة عصبانية بطبقتين معتضدة بالشحم منتسج فيها أنواع العروق كما مر مربوطة بالصلب أعلاها يسمى الاثني عشرى لأنه طوله اثنا عشر أصبعا بأصبع صاحبه الوسطى وهذا داخل في خرق أسفل المعدة إلى اليسار يسمى البواب يكون منضما إلى أن ينهضم الغذاء وينصرف خالصه إلى الكبد فينفتح هذا حينئذ ويهبط منه الثفل أولا إلى هذه الأمعاء ويمر حتى يخرج إلى البراز هذا وفى كل موضع من ممره ما سبق لك ذكره من العروق يجتذب ولا يجذب ما فيه (وثانيها) معي يقال له الصائم لأنه في غالب الوقت خال عن الطعام (وثالثها) معي يسمى اللفائف الرقيقة قد استدار بعضها على بعض والسر في إيجادها كذلك قالوا ليطول مكث الغذاء وإلا لاحتاج الشخص كل ساعة إلى الاكل وكان يخرج الطعام بلا هضم كما هو الواقع لعادمها مثل الذئب وفى هذا الكلام قصور لان المطلوب بالذات من الغذاء ذهب به من غير هذا الطريق (ورابعها) معي يسمى قولون مائل أولا إلى اليمين ثم إلى اليسار وهو أغلظ مما فوقه وفيه تتولد السدد الموجبة
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197