تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٧٤
الأسنان لوجودها بعد الفطام، وأما الظفر فمنا قضتهم فيه ظاهرة ويمكن الجواب عن تصحيح هذا الكلام بأن نقول المعتبر في المنوية البياض مطلقا وأما أنها لا تعود إذا زالت فالمراد الأكثر منها كذلك ثم نقول إنما تأخرت الأسنان عن الولادة لعدم الحاجة إليها ومن ثم لم تنبت حتى يأتي وقت الغذاء المحتاج إليها فيه ونقول إن فضلاتها كانت متهيئة لكن لصلابتها وضعف العصب لم تستطع حينئذ وهذا التعليل لنا وهو عقلي بخلاف الأول. وأما الظفر فأقول إن العلة في عوده كلما زال قرب مادته من العظام فتدفعها بالتوليد كالفضلة للمشا كلة بينهما. وأما الجلد فهو منوى إجماعا وما يشاهد من عود ما يقطع منه ليس بعود في الحقيقة وإنما تلتقى أطرافه فتلحمها الحرارة ولو كان خلقة جديدة لزال أثر القطع وأما الشعر فليس منويا وخروجه قبل الولادة من الدم المتغذى به وفيه الاخلاط كلها كما علمت ولو كان منويا الخلق قبل نفخ الروح والحال أنه لا ينبت قبل الشهر الخامس كما علم من السقط والوحام فهذا تحرير القول فيها [تكملة] من الأعضاء البسيطة غير المنوية اللحم وهو يتخلق من الدم المتين وتعقده الحرارة ومن ثم يرتخى في الكبر حين تبرد وفائدته ستر العظام وحفظ حرارتها لئلا تصلب وتجف وعندي أن هذه علة عدم وجدانه على قصبة الساق لتصلب وتجف وإلا لكان الاقيس ستره به. ومن فوائده سد فرج الأعضاء وخللها ومنها السمن وهو رخو يتولد عن المائية ويعقده الحر المعتدل ومنها الشحم والدهن ومادتهما كثير مائية وقيل دم رقيق والعاقد لهما البرد ويحللهما الحركما يشاهد في الخارج وفائدتهما حقن الحرارة والترطيب والجلد يجمع ذلك ويحفظه ويوصله الحس بما فيه من لين العصب ومنها الشعر وهو من بخار دخاني دفعته الحرارة المعتدلة إلى خارج حيث لا مانع وهو إما للزينة كشعور النساء أو للمنافع خاصة مثل إخراج البخار والكريه من العفونات كشعر العانة أولهما معا كالهدب والحاجب وبطء نباته إما لشدة البرد فيحبس البخار أو لفرط الحر فينحل قبل انعقاده * (القول في باقي الأعضاء البسيطة) * المنوية التي وعدنا بها وهى أربعة [العصب] وهو قسمان أحدهما ينبت من الدماغ بالذات ابتداء وهذا القسم سبعة أزواج لان العصب جميعه كما ينبت يكون أزواجا كل زوج ينقسم إلى فردين كل فرد ينحدر من جانب فالزوج الأول من السبعة المذكورة ينبت من بين بطني الدماغ المقدم والوسط حتى يحاذى زائدتى الشم فيتقاطع كالصليب فينبت الأيمن في الحدقة اليسرى والآخر بالعكس ويتسع طرفه مستديرا وهى ثقبة العنبية وفيها الروح الباصرة وتقاطعا ليكون المؤدى واحدا والقوة أقوى وليرجع البصر عند تلف إحدى العينين إلى الأخرى وأنكر بعض التقاطع والأصح وجوده كرؤية الأحوال الواحد اثنين عند ارتفاع الحدقة (وثانيها) زوج أدخل منه يصل إلى المقلة لإفادة الحس ونحو وأقله ينزل إلى الفك الاعلى فينتهى هناك (وثالثها) من مشترك البطنين يتوزع إلى ذاهب في الوجه ونازل يفنى في الحجاب ويتفرق في الصدغين والساق وعظام الوجه منه ما يفنى في الأسنان ومنه في اللسان ومنه في وسط الفم ورابع من هذه الاجزاء يزاحم ما ذكر ويخالط الرابع والخامس (ورابعها) من مؤخر الثالث يتوزع في الحنك وبه معظم الذوق (وخامسها) عصب مضاعف كل فرد منه يصيرزوجا وكل زوج ينقسم حينئذ قسمين يتقاطع أحدهما على سطح الصماخ ناشئا في الفرجة يكون السمع بقرع الهواء له والآخر يستبطن الثقب الحجري المعروف بالأعور ثم يخلص إلى عضو في الصدغين ويخالط الرابع ومن ثم إذا تعطل اللسان تعطل السمع. فان قيل لم قلت أعصاب البصر دون غيرها قلنا لئلا تزاحم فرجة الثقبة فتكدر الروح * (نكتة) * قال الشيخ خص البصر بالخامس لأنه أصلب لنباته مما يلي القاعدة وآلة السمع تحتاج إلى الصلابة أكثر من غيرها لمقاومة الهواء.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197