تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٧٧
حتى يفنى في الذنب ومنه يكون اللبن في نحو الخيل وأما الجمل فيصل إلى الكبد ويفنى في زائدة عرض المرارة وأما قصار الأمعاء كالذباب فلا يجاوز الحجب النفسية شثم الأصل بعد هذه الثلاثة ينفذ في حجاب الصدر ما را يرسل في الحجاب والفقرات العليا والعنق والاضلاع شعبا بعددها حتى يحاذى الكتف فيتوزع منه كثير ويمتد منه جزء في الإبط يصير أربعة أحدها يذهب في القص الثاني في اللحم والصفاقات الإبطية وثالثها في المراق ورابعها يمر في اليد ومنه العروق المفصودة ثم بعد ذلك يتفرع فوق الكتف إلى الودجين الظاهرين ويستدير منه على الترقوة والرقبة ما يستدير ومن هذا أكثر القيفال ولذلك يختص بالرأس ثم يذهب حتى يفنى في الفم والوجه وأعضاء الرأس وإلى الودجين الغائرين وهذا ن يتوزعان في الحنجرة وبطن الرأس وما فيه حتى ينتسج منها شبكة الدماغ.
وأما تفصيل أوردة اليدين فإنها عند الكتف يكون منها القيفال في أعلى اليد ويظهر منها عند المرافق حبل الذراع بقسمين يدوران على الزندين بأقسام أيضا قرب المفاصل حتى يفنى في الرسغ والأصابع ومنها ما يتعمق في الإبط إلى المرفق مستبطن منه شعبة تخالط الغائر من القيفال يكون منها العرق المعروف قديما بالأكحل والآن بالمشترك ويستمر في الزند الاعلى حتى يذهب في الابهام والسبابة وما توسط من هذا الأصل يكون عن الباسليق وهذا يمر حتى يفنى بين البنصر والوسطى وما تسفل منه يكون عند المرفق الأسيلم وهذا يمتد في الزند الأسفل حتى يفنى بين الخنصر والبنصر ولذلك يفصد في الأيمن للكلي وأسفل الكبد وفى الأيسر لامراض الطحال وكثيرا ما رأيت بمصر من يفصد عند الخنصر للحكة وهو خطأ خصوصا في الأيمن إذا احترقت الاخلاط، وأما قبل خرق الحجاب فإنه يتفرع منه جزء يسمى نصف الأجوف النازل وهذا الجزء يتفرع بكثرة في الجانب الأيمن وقلة في الأيسر ومن أعظم شعبه ما في لفائف الكلى ومنها عرقان يسميان الطالعين وهما مجرى المائية إلى المثانة ومن الأيسر منهما تكون شعبة تصل إلى البيضة اليسرى وبالعكس ومنها مجرى المنى وعروق القضيب وعروق الرحم وقبل الكلى يوزع في الفقرات والصلب ما وزع في المرفق حتى تجتمع أجزاء العجز وقد أرسل عشر شعب في المقعدة والعصعص والمثانة وما حول ذلك وهذا في النساء يختلط بعروق الرحم والبطن حتى يشارك الثدي فينصرف الغذاء فيها إلى الحيض قبل الحمل وإلى غذاء الجنين فيه وإلى اللبن بعده فلذلك اختلط الطريق ثم بعد هذا ينحدر في الفخذين إلى الركبة فينقسم هناك إلى ثلاث أحدها يمتد إلى القصبة الصغرى والآخر في الوسطى يخالط الأول عند القدم مما يلي الخنصر وثالثها يمتد على القصبة البارزة الكبرى حتى يخالط الباقي في القدم ومنه الصافن ولذلك يفصد لجلب الدم وهذه الثلاث قبل انقسامها هي النساء على الأصح (الرابع) الشرايين والمراد بها كل عرق متحرك ومنبتها من القلب وهى رطبة عصبية من طبقتين داخلهما إلى المعرض تدفع البخار المحترق والاخرى إلى الطول تجلب النسيم البارد بحركتي القبض والبسط وبينهما كالعنكبوت مور بالزيادة الوقاية عناية من الصانع تعالى ذكره بما فيها من الأرواح إذ لو رقت لا نحلت فتنهك الأبدان بسرعة وهذه توزع في البدن توزيع الأوردة والأعصاب لكن قال المعلم إن الثلاثة تعظم في بعض الأعضاء دون بعض ولم يعلل ذلك فقال من اعتنى بتعليل ألفاظه كالشيخ والفاضل أبى الفرج الملطي إن اختلافهما باختلاف أمزجة الأعضاء البارد يخصه منا الأقل لا ستغنائه عن الحرارة وبالعكس وفى هذا الكلام عندي نظر لان الحكيم إما أن تكون عنايته مصروفة إلى قوام البنية أولا لا سبيل إلى الثاني وإلا كان ناقضا لغرضه تقدس اسمه عن ذلك ولا نقض بالعوارض الطارئة لا ستنادها إلى موجبات يخفى على الأكثر أكثرها
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197