تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٣١
الأجسام مما فوقه وما عدا ذلك فمركب من الهيولي والصورة الجنسية إذ كل جسم له مادة بها إمكان وجوده وصورة تلازمها قابلة للتنويع ومن ثم سميت الجنسية كالزئبقية والكبريتية والعصارات والمنى فإذا تعينت نوعا فهي الصورة النوعية كتمحض الأول ذهبا والثاني عودا والثالث إنسانا وأما هنا فالمراد بالبسيط ما كان نوعا واحدا والمركب ما كان اثنين فأكثر والذي ينبغي تركيب الدواء لأجله عظم المادة واختلاف المرض وتعدد الخلط ومعاصاته وعسر العلة بحيث لا يقدر المفرد على حلها إلى غير ذلك إذ من الواجب التقليل ما أمكن فلا يعدل إلى مفردين إذا أمكن العلاج بواحد ولا إلى ثلاثة إذا أمكن باثنين وهكذا ثم المطلوب من التركيب إما أحكام امتزاجه وأن ينتفع به زمنا طويلا إما خارج البدن لعضو معين كالكحل أو مطلقا كالمراهم المدملة أو في داخله إما للمعدة كالجوارش أو للقلب كالمفرحات أو للتنقية كالمسهل والمدر أو مطلقا كالحميات أو من خارج وداخل معا كغالب الادهان أو يكون له مزاج ولكن لا يطلب بقاؤه زمنا طويلا كبنادق البزور أو لا يكون له مزاج أصلا سواء استعمل من خارج لعضو مخصوص أولا كالسعوط والطلاء أو من داخل كالسفوف إذا لم يختص بعضو والمدر إذا اختص وإنما نفى المزاج عن مثل هذا بالنسبة إلى ما قبله وإلا فالمزاج لا يفارق مركبا (وقوانين التركيب) تختلف باختلاف أنواعه وكما شرطنا للمفردات أن يشتمل كل واحد منها على قوانين معلومة كذلك المركب بالأولى لأنه من تلك المفردات فتدخله قوانينه ضمنا ويختص هو بقوانين عشرة (الأول) اختلاف المزاج في الفساد اختلافا لا يقاومه مفرد كما إذا كان المرض من بلغم في الثالثة وسوداء في الأولى فان المركب يجب أن يكون حارا في الرابعة رطبا في الثانية وجوبا لتقع المطابقة بينه وبين المرض وما ذاك إلا لان الخلطين المذكورين في مثالنا باردان لكن من أحدهما جزء والآخر ثلاثة أجزاء فاكتمل البرد وأما من جهة الرطوبة فثلاثة واليبس واحد إذا قوبل بجزء منها تساقطا وبقى من الرطوبة اثنان فصار المرض باردا في الرابعة رطبا في الثانية فإذا كان المركب مثله نفع قطعا وعلى هذا فقس متثبتا فإنه مزلة الاقدام وكم تعلق به أقوام ثم ذموا التراكيب عند عدم قطعها ونفعها وظنوا أنها باطلة وما ذاك إلا لجهلهم بقوانين الدربة ودساتير الصناعة. قال جالينوس: اعلم أن آفة المركبات وقواطعها كثيرة كالافساد من جهة الدق والنقع والغسل والطبخ والجهل بعين الدواء جيده وحديثه وسلامته إلى غير ذلك، قال وقد كان عند قوم نسخ فسلبهم الزمان تلك النسخ فلم يستطيعوا تجديدها لجهلهم بالقوانين وماتوا غما فالعارف قادر على اتخاذ مركب متى شاء (القانون الثاني) في اختلاف حال المرض من جهة القوة والضعف فلا يفي المفرد باصلاح المادة المختلفة (الثالث) حال المريض بالنسبة إلى الزمان والخلط كمن يضعف بالمرض البارد صيفا أو في سن الشباب فإنه يحتاج إلى حافظ لقوته معدل لها ولا يتم؟؟ إلا بالبارد في مثالنا وإلى مزيل للمرض ولا يتم إلا بالحار فلابد من مركب جامع للامرين على وجه لا يبطل أحدهما الآخر (الرابع) قرب العضو وبعده من المعدة وما في طريق الدواء إليه من التلافيق وضيق المسالك فيجب اشتمال الدواء على مزيل للعلة وجاذب يوصل الدواء إليها (الخامس) أن يكون المرض في عضو شريف يخشى عليه من الدواء فيجب اشتماله على ما يحفظ العضو ويصيره قادرا على احتمال الدواء (السادس) أن يكون المتداوى به كريه الطعم فلا يحتمله المريض فيخلط بما يصلح طعمه (السابع) أن يكون ضارا فيحتاج إلى خلط بما يصلحه (الثامن) أن يكون الدواء مسلطا على مطلق الخلط من غير استقصاء فيحتاج إلى مقو على استئصال الخلط كحاجة التبرد إلى الزنجبيل أو قويا لا يحتمل فيخلط بما يكسر سورته كالنشا مع العرطنيثا في الكحل (التاسع) بقاء الدواء زمنا
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340