تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٦
ما قلناه وسنحذوا حذوه في الحروف فكن واعيا لئلا تقع في الخطأ فان المترتب على هذا في العلاج كثير خطر إذ اللطيف الرقيق لمن أنهكه المرض واللطيف الغليظ للناقه القريب إلى الصحة وغيرهما للأصحاء وفى الأدوية نحاذى بالأربعة الاخلاط (واللزج) كالممتد لكن اشترط فيه أن يمتد متصل الاجزاء ذا التصاق ولم يشترط في الامتداد ذلك. وحاصله أن اللزج لابد فيه من رطوبة حسية سواء كان رطبا بالقوة كرب العنب أو لا كالعسل والممتد لا يشترط له ذلك كالشمع واشترط بعضهم في اللزج بقاء القوام فلا تكون نحو الادهان لزجة وليس بشئ لما ستراه في الحروف، واللزج بالفعل ما تقرر إما بالقوة فقد تكون قريبة كما في الكرنب وقد تكون بعيدة كما في النبق وقد يصير الشئ لزجا بأمر خارج عن البدن كما في الجبس والنشا عند العجن بالماء ويعالج به من أفرط يبسه من غير احتراق، لكن قال قوم ينبغي التكثير منه لأنه عسر الانحلال فلا يصل إلا بعد ضعف قوته خصوصا إذا بعد في العروق، واحتج آخرون بأنه وإن عسر انفصاله وضعفت قوته لا يزداد وزنه لأنه يصل متلازم الاجزاء يعضد بعضه بعضا وهذا عندي أوجه لما تقرر في الفلسفة من أن الفعل الضعيف مع الدوام أقوى من القوى مع سرعة الزوال (واللدن) ما قارب اللزج في الامتداد وقصر عن الممتد وعسر انفصال أجزائه ويعالج به اليابس في الأولى قيل ويصلح المرطوب في أول الأولى وأنا أراه حيث لا برد (والجامد) ما كثرت مائيته وقلت أرضيته وأوصله البرد في العقد والتجميد حدا لا تعجز الغريزية حله كالشمع والميعة (واللين) عكسه في الترتيب لكنه إذا انفصل انقسم إلى أجزاء صغار والجامد إلى لزج أو سيال فلذلك يعطى لذوي اليبوسة مطلقا (والهش) لمرطوب في الأولى إن كان كثيفا كالاصطرك وإلا مطلقا إن كان لطيفا كالصبر والسقمونيا (والسيال) ما لا يحفظ وضعا مخصوصا وينبسط خفيفه على الجسم ويغوص ثقيله وقد ينعقد كاللبن ويجمد كالسمن ولا ولا كالخل وقد يكون لزجا كالشحم ومقطعا كالملح ولا يشترط زيادة مائيته على أرضيته بل يجوز العكس كما في الملح الذائب ويداوى بهذا مطلق الأمراض لما تقرر من تقسيمه ولذلك شرطوا في الجامد أن يكون من شأنه أن يسيل دون هذا في العكس، ثم السيال قد يكون خليا كالخمر وقد يعرض له أن يصير سيالا إما لان أصله كذلك كالثلج والشحم وغالب ما انعقد بالبرد أولا ولكن بالصناعة كالزئبق المحلول بالتقطير وهذا المصنوع قد يمكن عوده إلى أصله كالنوشادر المعقود بلا تصعيد وقد لا يمكن كالمصعد (واللعابي) ما انفصلت منه أجزاء لزجة متخلخلة وفارقت صلبا كبزر القطونا وقد تنفصل بلا مرطب خارج وهو اللعابي بالفعل كالقلقاس والبامية بعد التقشير وكلها ملينة والمراد بالتليين كما قاله ابن نفيس إخراج ما في البطن خاصة وقد يعبر عنه بالاسهال مجازا كما صنع الشيخ إذ الاسهال حقيقة إخراج ما في العروق والأعماق القاصية ومتى شوى اللعابي عقل لنقص مائيته وانتقل إلى الغروية، فالغروي على هذا لعابي نقصت مائيته كذا قرروه ولعل هذا هو الغروي الطبيعي وأما الصناعي فلا يلزم أن يكون لعابي الأصل فان قشر البيض لا لعابية فيه ومتى حل صار غرويا من أعظم اللصاقات (والمقشف) اليابس الإسفنجي الجسم تمتلئ فرجه باللطيف فإذا صب عليه جسم سيال غاص فيه وخرج منه دخان إن كانت أجزاؤه نارية كالنورة والابخار كالزبل وقد يكون طبيعيا كدم الأخوين وصناعيا كالاكلاس ويعالج به المرطوب ومن أفرط به الازلاق وأهل الاستسقاء (والدهن) ما أعطى اللمس رطوبة لزجة بلا قوام ولم يعسر التصاقه على الجافات البورقية ويعسر على الماء كذا عرف في الفلسفة الثانية واعتذار القرشي عن تعريف الشيخ له بنفسه بأنه مجاراة للأطباء صواب والخفيف في الأصل ما مال إلى الاعلى إما لا إلى الغاية كالهواء أو إليها كالنار والثقيل عكسه
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340