تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٥
كما إذا فتح الدواء وقبض فان فيه حرارة وبرودة أو حلل ولزج فان فيه زبدية ونارية، وكذا إذا أسهل غير محكم الدق كالسقمونيا أو فتح إن لم يغسل كالهندبا أو أصلحه التصويل والغسل فلم يغث ولم يكرب كاللازورد أو حلل من خارج ولم يفعل من داخل ذلك كالكسفرة فانا نعلم في مثل هذه أن الجزء الحار ضعيف لم يبق مع الحرارة الداخلة إلى حين الفعل (الثالث) في الافعال الداخلة على تركيب المفرد من غير علاقة بالبدن كتحليل البسفايج للدم الجامد واللبن وتجميده لهما فان كلا من الفعلين بجوهر يضاد الآخر وكظهور أجزاء اللبن الثلاثة بالعلاج فإنه دليل على تركبه منها وكانعقاد العسل بالبرد لما فيه من الماء وبالحر لما فيه من الأرض وكرسوب العصارات وصفائها إلى غير ذلك (الرابع) في ذكر الاستدلال على الدواء وغيره من الأقسام التسعة بالطريق المعروف بالتحليل ولم يذكره الشيخ ولا غيره من الأطباء وهو مأثور عن القدماء. وهو أنا إذا جهلنا مزاج مفرد وضعنا منه قدرا معينا في القرعة وركبنا عليها الإنبيق واستقطرناه فيسيل منه بالضرورة جزء مائع وجزء زبدي ويتخلف آخر ويصعد آخر فالمائع الماء والزبد الهواء والصاعد النار والثابت التراب قياسا على العناصر فيتضح مزاج المفرد في نفس الامر، ثم إن الدواء قد يفعل فعلا أوليا وهو ما يكون بأحد الكيفيات وفعلا ثانويا وهو الكائن بالصورة في الدواء والمادة في الغذاء وكل منهما إما كلي لا يخص عضوا بعينه كماء الشعير في الحميات أو جزئي كاختصاص الاسطوخودس بالدماغ، وقد يكون للدواء فعل يشبه الكلى من جهة والجزئي من أخرى كالزنجبيل المربى فإنه من حيث تنقية الخام من المعدة ينفع سائر البدن في صحة الهضم العائدة على سائر الأعضاء ومن حيث تنقية الرطوبات الغريبة منها ينفعها خاصة وهذا جزئي (الخامس) في ذكر ما يعرض لها من الأوصاف يتصف الدواء بما يظهر جدا ويشتهر في هذه الصناعة مثل الطعم واللون الرائحة وقد لا يشتهر إلا في صناعة أخرى كالثقل والخفة والحداثة والقدم والانضاج والتبخير إن تعلق بالحرارة والتكرج والملاسة بالبرودة والتكسير والتفتيت باليبوسة. قال بعض الشراح للقانون والارتضاض والحق أنه كالانتقاع والبلة من أوصاف الرطوبة إذ الرض عبارة عن تصاغر الاجزاء من غير انفكاك، أما اللدونة واللزوجة والدهنية فقالوا إنها وسائط بين ما ذكر من الظاهر والخفى والأوجه عندي أنها ظاهرة وإنما أشكل الأمر عليهم لعسر الفرق بين أنواعها وأنا أرى أنه لا واسطة بين ظاهر وخفى في الصناعتين وإنما تقدم أوصاف ظاهرة، وأما الخفى فمثل التفتيح والتعقيل والتليين والتقطيع والادمال والتلزيج أو التكثيف والتلطيف اللهم إلا أن يريدوا بالمشهور ما كثر دورانه على ألسنتهم وغيره ما قل أو عدم فعلى هذا تكون سائر الأوصاف بالنسبة إلى الفلسفة الثانية مشهورة ظاهرة وأما الذكورة والأنوثة في سوى الحيوان فمجازية أحوج إليها ما في بعض أنواع الدواء بل والغذاء من نحو الخشونة والكثافة والسواد الأكثرية في الذكور وألحق بعضهم بالحيوان ما فيه رسوم الأعضاء مفصلة كاليبروح وبعض أصناف التفاح (وأما تفاصيل هذه الصفات) فحقيقة الامتداد ذهاب الشئ في الأقطار من غير انفصال بل بزيادة في بعض الأقطار ونقص في آخر وهو أعم من الانطراق مطلقا فيعطى الممتد لمن يبوسته في الأولى والمنطرق لمن رطوبته فيها ومن ثم تغسل الشادنة في كحل الرطوبة ويكلس المرجان في الدمعة إلى غير ذلك (واللطيف) ما انفعل عن القوة الطبيعية متصاغر الاجزاء وقلت أرضيته سواء كانت سائلة بالفعل كمرق الفراريج أو بالقوة كالصموغ (والكثيف) عكسه في القسمين كالتربد واللبن والرقيق قد يكون لطيفا كما ذكر وقد يكون كثيفا كالشيرج والغليظ كذلك وكمح البيض والجبن، وأهل هذه الصناعة يرون ترادف الرقيق واللطيف وترادف الكثيف والغليظ والصحيح
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340