ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ٢ - الصفحة ١١٣
فأكرم به وارثا للمجد، قد ترك ألسنة الثناء والحمد ترتل آيات فضله ترتيلا، وتهتف في الأنام بكرة وأصيلا، هكذا فليكن الكرم، ولترق إلى هنا عاليات الهمم، وليعرس بمثل هذه الغابة، من خطب إلى الشرف عقيلة النقابة، هيهات هيهات لا توصل الراحة إلا بنانها، ولا تبصر العين بغير إنسانها، فيا أحلم من (أحنف) وله أطريت، ويا أذكى من (أياس) وعليه أثنيت، إني ما استرعيت سمعك هذا المقال، ولا استوقفت نظرك على ما ضربته من هذه الأمثال، استزيدك في حلمك ركانه، أو أدلك على مكان الصبر فأنت من الصبر بمكانة، بل تلك مقالة في التعزية مرادة، وعلالة جرت بمثلها العادة، إذ جميع هبات الدنيا معادة فمرتجعة، والتسلية عنها سيرة متبعة، وما استبقائي منك الصبر على هذه الرزية، إلا كاستقائي (897) سحاب الرحمة لتلك التربة الندية، إذ من العبث التماس حصول ما حصل، وطلب المءر من الله أن يفعل ما كان فعل:
لله في نفسك نفس العلى * قد أوجب الله لها حفظها لا تجعل الحزن لها شاغلا * في أخذها من فخرها حظها ولا حدتني خفة في أمرك (898)، ولا دعتني استضاقة لصدرك، وإنما هي من المحب نفثة الصدر، وقولة يقولها اشفاقا على من أحب إذا فدح الامر، فكلاهما في الحصول شرع سواء، بغير شك ولا مراء، نسأل الله أن يعرفكم أجر هذه الرزية على مقدارها، وأن يكمل لكم ثواب الصبر على معيارها.
* * *

897 في المطبوع: كاستسقائي سحائب.
898 في المطبوع: جفة بأمرك.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»