خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ١٧
* وبلدة ليس بها أنيس * إلا اليعافير وإلا العيس * على أن الواو في وبلدة واو رب وبلدة مجرورة برب المحذوفة.
وكذا أنشده سيبويه في باب ما يضمر فيه الفعل المستعمل إظهاره بعد حرف على أن بلدة جر بإضمار رب. وجعل هذا تقوية لإضمار الفعل مع قوته إذ جاز إضمار حرف الجر مع ضعفه.
والواو عنده حرف عطف غير عوض من رب إلا أنها دالة عليها وأضمرت لذلك وهي عنده غير عوض من رب.
وقد أوضحه ابن الأنباري في مسائل الخلاف وبينه دلائل: أن رب محذوفة وأن الجر بها وأن الواو للعطف لا لأنها عوض عنها. وحقق أن رب حرف لا اسم خلافا للكوفيين في المسألتين.
وأنشده سيبويه ثانيا في باب ما يختار فيه النصب لأن الآخر ليس من نوع الأول من أبواب الاستثناء قال: النصب لغة الحجاز وذلك ما فيها أحد إلا حمارا جاؤوا به على معنى) ولكن حمارا وكرهوا أن يبدلوا الآخر من الأول فيصير كأنه من نوعه.
وأما بنو تميم فيقولون: لا أحد فيها إلا حمار أرادوا: ليس فيها إلا حمار ولكنه ذكر أحد توكيدا ليعلم أن ليس بها آدمي ثم أبدل فكأنه قيل: ليس فيها إلا حمار وإن شئت جعلته إنسانها كقولك: ما لي عتاب إلا السيف. ومثل ذلك:
* وبلدة ليس بها أنيس * إلا اليعافير....... البيت * فاليعافير بدل من أنيس.
وكذا أورده الفراء في تفسيره عند قوله تعالى: إلا قوم يونس شاهدا
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»