خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ١١
بمعنى عاقبه وانتقم * وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم * وما هو عنها بالحديث المرجم * يقول: ما الحرب إلا ما جربتم وذقتم فإياكم أن تعودوا إلى مثلها وقوله: وما هو عنها أي: ما العلم عن الحرب بالحديث أي: ما الخبر عنها بحديث يرجم فيه بالظن فقوله: هو كناية عن) العلم لأنه لما قال إلا ما علمتم دل على العلم كذا قال الخطيب وأبو جعفر النحوي وقال صعوداء في شرحه: هو ضمير ما وكأنه قال: وما الذي علمتم وقال الزوزني: هو ضمير القول لا العلم لأن العلم لا يكون قولا أي: وما هذا الذي أقول بحديث مرجم أي: هذا ما شهدت عليه الشواهد الصادقة من التجارب وليس من أحكام الظنون وقال الأعلم: هو كناية عن العلم يريد: وما علمتم بالحرب و عن: بدل من الباء أي: ما هو بالحديث الذي يرمى به بالظنون ويشك وأورد الشارح المحقق هذا البيت في باب المصدر على أن ضمير المصدر يعمل في الجار والمجرور وقال: أي: ما حديثي عنها. فجعله ضمير الحديث. و المرجم: الذي يرجم بالظنون والترجيم: الظن. والمعنى: أنه يحضهم على قبول الصلح ويخوفهم من الحرب:
* متى تبعثوها تبعثوها ذميمة * وتضرى إذا ضريتموها فتضرم * أي: إن لم تقبلوا الصلح وهجتم الحرب لم تحمدوا أمرها و البعث: الإثارة و ذميمة: أي: تذمون عاقبتها. وروي: دميمة بالمهملة: أي:
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»