خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ١٣
هذا ذهب زهير أي: إن الحرب تتوالى عليكم فينالكم منها هذا الضرر. وروي: ثم تحمل فتتئم والإتآم: أن تضع اثنين: وليس في الإبل إتآم إنما الإتآم في الغنم خاصة وإنما يريد بذلك تفظيع الحرب وتحذيرهم إياها. جعل آفة الحرب إياهم بمنزلة طحن الرحى الحب وجعل صنوف الشر تتولد من تلك الحروب بمنزلة الأولاد الناشئة من الأمهات.
قال أبو جعفر والخطيب: شبه الحرب بالناقة لأنه جعل ما يحلب منها من الدماء بمنزلة ما يحلب من الناقة من اللبن كما قال:
* إن المهالب لا يزال لهم فتى * يمري قوادم كل حرب لاقح * وقيل: إنما شبه الحرب بالناقة إذا حملت ثم أرضعت لأن هذه الحروب تطول وهي أشبه بالمعنى. وقوله: تتئم أي: تأتي بتوأمين الذكر توأم والأنثى توأمة.
* فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم * كأحمر عاد ثم توضع فتفطم * معطوف على قوله فتتئم. نتجت الناقة ولدا بالبناء للمفعول: إذا وضعته. و أشأم: قال أبو جعفر والخطيب. فيه قولان: أحدهما أنه مصدر كأنه قال: غلمان شؤم والآخر: أنه صفة لموصوف أي: غلمان امرئ أشأم أي: مشؤوم.
وقال الأعلم: أشام هنا صفة للمصدر على معنى المبالغة والمعنى: غلمان شؤم أشام كما يقال: شغل شاغل. و كلهم: مبتدأ و كأحمر عاد: خبره..
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»