خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ١٢
حقيرة وهذا باعتبار المبدأ وضري بالشيء من باب تعب ضراوة: اعتاده واجترأ عليه ويعدى بالهمزة والتضعيف قال صعوداء فيش رحه: من العرب من يهمز ضري فيقول: قد ضرئ به: فمن هذه اللغة تقول: وتضرأ إذا ضرأتموها وضرمت النار من باب تعب أيضا: التهبت.
* فتعرككم عرك الرحى بثفالها * وتلقح كشافا ثم تحمل فتتئم * معطوف على جواب الشرط ويقرأ بضم الميم للوزن قال صعوداء: وإن رفعته مستانفا كان صوابا أقول: يمنعه ما بعده من الأفعال السبعة فإنها مجزومة أي: تطحنكم وتهلككم: وأصل العرك: دلك الشيء. و الثفال: بكسر المثلثة: جلدة تكون تحت الرحى إذا أدبرت يقع عليها الدقيق. والباء للمعية نحو قوله تعالى تنبت بالدهن. أي: ومعها الدهن. وجاء فلان بالسيف: أي: ومعه السيف. والمعنى: عرك الرحى طاحنة لأن الرحى لا تطحن إلا وتحت مجرى الدقيق ثفال. فعرك: مصدر مضاف إلى فاعله والمفعول محذوف أي: الحب.
قال صعوداء: فظع بهذا أمر الحرب وأخبر بأشد أوقاتها. قال: والكشاف في لغة كنانة وهذيل وخزاعة: الإبل التي لم تحمل عامين: وتميم وقيس وأسد وربيعة يقولون: الكشاف التي إذا نتجت ضربها الفحل بعد أيام فلقحت وبعضهم يقول: هي التي يحمل عليها في الدم: وأبو مضر) طب بعس البول غير ظلام قال: فهو لا يدنو منها جاملا فكيف يدنو إليها في دمها وقال: الكشاف عندنا: أن يحمل على الناقة عامين متوالين وذلك مضر بها وهو أردأ النتاج: وإلى
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»