خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٦
حتى انتسب إلى غالب فقتله حصين فبلغ ذلك الحارث بن عوف وهرم بن سنان فاشتد عليهما وبلغ بني عبس فركبوا نحو الحارث فلما بلغ الحارث ركوب بني عبس وما قد اشتد عليهم من قتل صاحبهم وإنما أرادت بنو عبس أن يقتلوا الحارث بعث إليهم بمائة من الإبل معها ابنه وقال للرسول: قل لهم: آللبن أحب إليكم أم أنفسكم فأقبل الرسول حتى قال ما قال فقال لهم الربيع بن زياد: إن أخاكم قد أرسل إليكم: آلإبل أحب إليكم أم ابنه تقتلونه فقالوا: نأخذ الإبل ونصالح قومنا ويتم الصلح فقال زهير في ذلك هذه القصيدة وبعد أن تغزل بخمسة عشر بيتا قال:
* سعى ساعيا غيظ بن مرة بعدما * تبزل ما بين العشيرة بالدم * الساعيان: الحارث بن عوف وهرم بن سنان وقيل: خارجة بن سنان وهو أخو هرم بن سنان وهما ابنا عم للحارث بن عوف لأنهما ابنا سنان بن أبي حارثة والحارث هو ابن عوف بن أبي حارثة و ابن أبي حارثة هو ابن مرة بن نشبة بن مرة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان ومعنى سعيا: أي: عملا عملا حسنا حين مشيا للصلح وتحملا الديات و تبزل أي: تشقق يقول: كان بينهم صلح فتشقق بالدم الذي كان بينهم فسعيا في إحكام العهد بعد ما تشقق بسفك الدماء
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»