هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ٨٤
عن مقتل زكريا، فماذا كان مصيرهم؟
وللحرج الذي يقع فيه المسيحيون من هذا السؤال يجيبون عنه جوابا أعتقد أنه مخالف للفطرة والعقل البشري وفيه إهانة كبيرة إلى كل الأنبياء العظام فيقولون أما مصير الذين ماتوا قبل هذه الساعة فقد هلك الخطاة، وأما أصحاب القلوب النقية - يقول المسيحيون - فقد ماتوا على رجاء الخلاص، وهذا ما يفسر بوضوح نزول المسيح (عليه السلام) إلى الجحيم ليحرر هذه النفوس التي كانت تنتظر مجيئه (1).
فعلى هذا يجب أن نقول أن نوحا نبي الله وإبراهيم خليل الله وموسى كليم الله وداود وإسحاق ويعقوب والأنبياء العظام كلهم (صلوات الله وسلامه عليهم) يصلون الجحيم منتظرين نزول المسيح (عليه السلام) إليهم لإنقاذهم!!!
فأي عقل سليم يقبل مثل هذا الهراء؟ إضافة إلى ذلك فإنه مخالف للعهد الجديد نفسه إذ يقول متي في إنجيله (8 - 1 1) وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من المشارق المغارب ويتكئون مع إبراهيم و إسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات.
وأيضا من تصريح المسيح (عليه السلام) من أن الأطفال والأولاد لهم ملكوت السماوات، فإن كان المسيح (عليه السلام) يعظم الأنبياء في أماكن

(1) المسيح في الفكر الاسلامي: 345.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست