معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٤١
استقبله الجايستار، وهو المكلف من قبل معاوية بقتله، وقال للأشتر: هذا منزل وهذا طعام وعلف وأنا رجل من أهل الخراج، فنزل به الأشتر فجاء الرجل إليه بطعام حتى إذا طعم آتاه بشرية من عسل قد جعل فيها سما. فسقاه إياها فلما شربها مات (1).
ولم يخطط معاوية للجريمة فقط بل استثمرها، فقال لأهل الشام: إن عليا وجه الأشتر إلى مصر، فادعوا الله أن يكفيكموه، فكانوا كل يوم يدعون الله على الأشتر. وعندما جاء الذي سقاه إلى معاوية وأخبره بمهلك الأشتر خطب معاوية وقال: أما بعد فإنه كانت لعلي بن أبي طالب يدان يمينان، قطعت إحداهما يوم صفين - يعني عمار بن ياسر - وقطعت الأخرى اليوم - يعني الأشتر (2). وبعد ذلك بعث معاوية عمرو بن العاص، وكان قد صالحه على أن تكون مصر طعمة له ما بقي، بعثه إلى مصر للاستيلاء عليها. وعندما نزل مصر اجتمعت إليه العثمانية من أهلها، وقاومهم محمد بن أبي بكر بمن معه، ولكن أهل الشام حاصروا قوات محمد بن أبي بكر، وخرج محمد يمشي في الطريق حتى انتهى إلى مكان في ناحية الطريق. وظل معاوية بن خديج يبحث عن ابن أبي بكر حتى وجده، فقال له: لأقتلنك يا ابن أبي بكر، فقال: يا ابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك إنما ذلك إلى الله عز وجل، أما والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم مني هذا. فقال له معاوية بن خديج: أتدري ما أصنع بك. أدخلك في جوف حمار ثم أحرقه عليك بالنار. فقال محمد: إن فعلتم بي ذلك فطال ما فعل ذلك بأولياء الله... فقتله ثم ألقاه في جيفة حمار ثم أحرقه بالنار (3). وقال المسعودي: فأخذه معاوية بن خديج وعمرو بن العاص وغيرهما فجعلوه في جلد حمار، وأضرموه بالنار، وذلك بموضع في مصر يقال له: كوم شريك. وقيل:
إنه فعل به ذلك، وبه شئ من الحياة (4). وبلغ معاوية قتل محمد وأصحابه،

(1) الطبري 54 / 6، مروج الذهب 455 / 2، الكامل 178 / 3، ابن أبي الحديد 312 / 2.
(2) الطبري 55 / 6، الكامل 178 / 3، ابن أبي الحديد 312 / 2.
(3) الطبري 60 / 6.
(4) مروج الذهب 454 / 2.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459