معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٣٩
الخلافة معروفة، وهي تنسجم إلى حد كبير مع الذين فرقوا دينهم شيعا. لهذا قلنا إن التخاذل وضعت بذرته عند رفع المصاحف، وإن الإمام علم هذا منذ البداية ولهذا أمرهم بالقتال. فلما أبوا عليه بدأ يضع حجته على كل رأس وفي كل خيمة، وعندما تبين الجميع نتيجة الخدعة، دعاهم الإمام إلى أمرة الله، ولكن دعوته واجهت ساحة أوسع من التخاذل، نتيجة لإعلام لم يعد يتحدث عن رفع المصاحف، وإنما يتحدث عن تحكيم أعطى الخلافة لمعاوية، يقابله إعلام الخوارج الذي دق وتدا فيه أن الخلافة لكل العرب.
وبذرة التخاذل عندما وضعت وجدت من يرعاها. وهناك دائرتان خرج منهما الماء لهذه البذرة:
الأولى: أن الله تعالى جعل للشهادة في سبيله مقاييس ومعايير، وجعل الجنة للمؤمنين من عباده، والطريق إلى الجنة يمر بابتلاءات وامتحانات عديدة.
وكلما كانت الأجيال قريبة من عهد النبوة كانت الابتلاءات أقوى وأشد. وفي عهد الإمام علي كان الإمام يحدث أتباعه بأن معاوية سيظهر عليهم وأن هذا أمرا لا مرد له. ثم يأمرهم الإمام بعد ذلك بأن يأخذوا بالأسباب لوقف هذه الفتنة التي هي نتيجة لمقدمة أوجدتها. فموقف كهذا لا يحتاج إلا إلى قلب مؤمن يعلم أن الغيب لله وأن الأخذ بالأسباب تكليف إلهي للإنسان. لهذا فلا بد أن يأخذ به، وأن معركته لن تكون بحال معركة خاسرة رغم ظهور عدوه في نهايتها، وأنه قد لا يشهد انتصاره، ولكن بالتأكيد ستأتي أجيال تذكر أعلامه وخطاه. وعلى ذلك قاتل العديد حول الإمام، كانوا يقاتلون بأمر الله عدوا ما زال في علم الله بهدف حماية الفطرة، للوصول إلى غاياتهم العليا بعد الموت، فهنا يكمن الإيمان الحق، إيمان الأحرار لا إيمان التجار.
وفي عهد الإمام علي، كان الاختيار عظيما. فعلى مدى سنتين تقريبا خاض الإمام ثلاث معارك، كان لكل معركة منهم حصيلتها من أحاديث الإخبار بالغيب. وعندما قتل أكثر الصحابة في هذه المعارك أخذ أماكنهم رؤساء القبائل.
ومنهم من أبلى وقاتل ابتغاء مرضاة الله، ومنهم من كتب إلى معاوية بعد أن علم أنه سيظهر والتمس عنده الأيادي. وأغلب الظن أن الخوارج خرجوا من بطن
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459