مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٨٠
رأيا " آخر ضمن إطار الإسلام العظيم، فللاختلاف في الرأي يسوغ هذا الكم المذهل من الحقد والعداء الذي تكنه شيعة الخلفاء لشيعة أهل بيت النبوة! فشيعة الخلفاء أغلقت قلوبها وأسماعها تماما " عن كل ما هو صادر عن شيعة أهل بيت النبوة بينما هذه القلوب والأسماع مفتوحة على مصراعيها لكل ما يصدر عن الملل والمعتقدات الأخرى!
وقد آن الأوان لشيعة الخلفاء لتسمع وجهة نظر شيعة أهل بيت النبوة، وبسعة صدر، على الأقل كما تسمع من أبناء الملل الأخرى، وآن لها أن تتوقف عن التقول بالتهم الجزافية الفارغة، وأن تتقي الله في ما تتقول على إخوان لها في الدين الإسلامي الحنيف.
6 - وأخيرا " فقد آن الأوان لشيعة الخلفاء لتدرك مدى الظلم الذي ألحقته بأهل بيت النبوة، ولتدرك هزالة تأويلاتها للنصوص الشرعية التي خصت أهل بيت النبوة بمكانة خاصة ومميزة في الأمة وعدم منطقيتها. فإذا قيل لشيعة الخلفاء إن ما تواتر عن طريق علمائكم الصادقين هو قول الرسول لعلي: (أنت الولي من بعدي، أو أنت ولي المؤمنين من بعدي) عندئذ تقول شيعة الخلفاء على الفور وبمنتهى الحماس: إن الرسول قد قصد من كلمة (الولي)، وكلمة (ولي) معنى المحب والناصر ولم يقصد إطلاقا " الرئاسة العامة للمسلمين! وإذا قلت لهم: (إن أبا بكر قد ولي أمر المسلمين من بعد الرسول فكان نعم الولي، وأن عمر كان ولي المسلمين من بعد أبي بكر، وأن عثمان كان الولي من بعده، وأن يزيد بن معاوية صار وليا " للمسلمين من بعد أبيه معاوية! عندئذ تقول لك شيعة الخلفاء وبكل حماس:
صدقت، صدقت! فإذا قلت لهم: لماذا دلت كلمة ولي وولي المؤمنين، في المثال الأول، على معنى المحب والناصر، ودلت الكلمة نفسها على من يتولى الرئاسة العامة للمسلمين في المثال الثاني؟ عندئذ تجيبك شيعة الخلفاء وبالحماس نفسه: لو كان الرسول يقصد من كلمة الولي، وولي المؤمنين، الرئاسة العامة للمسلمين لما خالفه أبو بكر وعمر والصحابة الكرام! وهكذا صار فعل الخلفاء وأوليائهم قواعد شرعية تخصص العام والخاص مما أوحى الله لعبده! وإذا قلت
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257