مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٦٧
شرعية التحزب والتشيع ليس على المسلم من حرج لو تشيع لأبي بكر أو لعمر أو لعثمان أو لمعاوية أو لمروان بن الحكم، أو حتى ليزيد بن معاوية، أو لسالم مولى أبي حذيفة، أو لأبي حنيفة أو الشافعي أو مالك أو ابن حنبل أو لأية شخصية بارزة، أو شخص عادي، فلا يلام المسلم على هذا التشيع أو التحزب. وقد أثبتنا في الفصول السابقة أنه كان لكل واحد ممن ذكرنا شيعة خاصة به، ترى فضله وتفوقه، وتعمل على دعمه لكن ليس مباحا " ولا مشروعا " لأي واحد من المسلمين أن يتشيع لعلي بن أبي طالب، أو ابنه الإمام الحسين أو ابنه الإمام علي، أو ابنه محمد الباقر، أو ابنه جعفر الصادق أو أية شخصية من شخصيات أهل بيت النبوة، لأن التشيع لأي إمام من أئمة أهل بيت النبوة يؤدي إلى تفريق المسلمين، وتشتيت جماعتهم! ويقع المحظور نفسه في حالة التشيع لأي عالم أو فقيه من شيعتهم.
وعلى مستوى الفئات والجماعات، يمكن للمسلم، وبكل احترام، أن يتشيع لبني تيم، أو لبني عدي، أو لبني أمية، أو لبني مخزوم أو لأي بطن من بطون قريش، أو لأية قبيلة من قبائل العرب أو العجم ولكن من غير الجائز، حسب شريعة دولة الخلافة، أن يتحزب المسلم أو يتشيع لأهل بيت النبوة، أو لبني هاشم، لأن هذا التحزب أو التشيع لهؤلاء، شق لعصا الطاعة، وتفريق للجمعة والجماعة! ولقد تكرست هذه المفاهيم في أذهان العامة والخاصة، وتوارثوها كما يتوارثون المتاع، ولعمري إن هذا الدليل قاطع على عبقرية كيد خلفاء البطون وعظمته، فهم الذين أسسوا قواعد منهاجهم التربوي والتعليمي!
ولم يختلف الأمر في العصر الحديث، فمن حق أي مسلم - أي مواطن - أن يتشيع لهذا الحاكم أو ذاك، لهذا العالم أو ذاك، لهذا المفكر أو ذاك. يمكن للمواطن أن يتشيع، أو يتحزب، لكارل ماركس، أو لميشيل عفلق، أو لأنطوان سعادة، أو لحسن البنا، أو لتقي الدين النبهاني، أو لابن تيمية، أو لمحمد عبد الوهاب، وأن ينشر أفكاره، فلا تثريب عليه، لأنه مواطن حر في بلد حر، ولأن الناس يعيشون حياة ديمقراطية، وينصحون بالحرية، ولكن محظور على أي مسلم
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257