مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٧٩
شئ واحد، وأن لهما القداسة نفسها، أو أنهما وجهان لشئ واحد، فالنصوص الشرعية مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها لأنها من وحي الله تعالى، أما فهم الخلفاء وشيعتهم لهذه النصوص فشئ آخر يحتمل الصواب مثلما يحتمل الخطأ، وليس من حق الخلفاء ولا من شيعتهم أن يسوقوا النص الشرعي وفهمهم لهذا النص معا ". وليس من حقهم أن يكلفوا الآخرين بأن يتعاملوا مع النص الشرعي وفهم الخلفاء وشيعتهم لهذا النص بالقدر نفسه من التقديس والمساواة! وبتعبير أدق ليس من حق الخلفاء ولا من حق شيعتهم أن يدعوا امتلاك الحقيقة الشرعية، وأن يفرضوا فهمهم على الناس، أو أن يحولوا بين غيرهم وبين محاولة فهم الحقائق الشرعية.
5 - لم يعد مقبولا " التقول بمقولات منها مقولة إن الذين يوالون الخلفاء ويتشيعون لهم ثقة وأمناء على الدين، وإن الذين يوالون أهل بيت النبوة ويتشيعون لهم ليسوا بثقة ولا أمناء على الدين! هذا المقولة جزء لا يتجزأ من المنهاج التربوي والتعليمي لدولة البطون! هذا المنهاج الذي صار عقيدة للأكثرية الساحقة من المسلمين الذين تشيعوا للخلفاء، والذين تشيعوا لأهل بيت النبوة ينتمون إلى دين واحد هو الإسلام، ولهم كتاب واحد هو القرآن، ولهم نبي واحد هو محمد رسول الله، فكيف صارت هذه الفئة ثقة وأمينة على الدين، وتلك الفئة ليست بثقة ولا بأمينة على الدين؟ وأنكى من ذلك أن العامة وبعض المنحرفين من شيعة الخلفاء يزعمون أن شيعة أهل بيت النبوة ملاحدة، أو كفرة أو زنادقة، أو خارجون على الجماعة إلى آخره من أقوال ترددها أسطوانة تلك التهم الفارغة المختلفة. وإذا كان التقول بهذه التهم مفيدا " لمن يتقولون به في عهد الخلفاء، طمعا " بمرضاة الخليفة أو استزادة لعطائه، أو لاستمرارية هذا العطاء، فليس له الآن من ضرورة بعد أن سقط نظام الخلافة، وفقدت مفاتيح بيوت الأموال!
وأقصى ما يقال إن شيعة الخلفاء تتلمذوا على أيدي الخلفاء أو تبنوا مواقفهم رغبة أو رهبة، وشيعة أهل بيت النبوة تتلمذوا على يدي أئمة أهل بيت النبوة، وتبنوا مواقفهم. ولنقل إن للخلفاء وشيعتهم رأيا "، وأن لأهل بيت النبوة وشيعتهم
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257