مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ٨١
ومن المعروف أن غالبية الروايات المنسوبة للرسول (ص) هي روايات آحاد.. (4) ثم أطلق قذائفه على منكري الإجماع والمشككين فيه.
ولم تسثني قذائفه بالطبع أولئك الذين يتبنون رؤية في أسماء الله وصفاته لا تعتمد على الروايات..
فالذين ينكرون رواية أن الله خلق أدم على صورته..
ورواية أن الله يضع قدمه في النار حتى تقول قط قط..
ورواية أن الله ينزل إلى السماء كل ليلة..
ورواية أن الله في السماء..
ورواية أن الله يرى في الآخرة..
وغيرها من الروايات التي تشير إلى أن الله سبحانه له يد ورجل وعين يضحك ويحزن والتي أنكرتها الاتجاهات المخالفة لأهل السنة من باب دفع التشبيه والتجسيم وتنزيه الله سبحانه عن مشابهة مخلوقاته..
الذين ينكرون مثل هذه الروايات أو يشككون فيها هم من أهل الزيغ والضلال في نظر البغدادي ومن على شاكلته من الفقهاء.
وليس من بين المسلمين من ينكر النبوات والأنبياء والشهادتين وسائر أركان الإسلام أو الأحكام والتكاليف إلا أن التسليم بمثل هذه الأمور لا يكفي في نظر البغدادي وأمثاله فلا بد حتى يكمل الإيمان ويسلم الإنسان أن يدين بمذهب أهل السنة..
من هنا فقد أعلن البغدادي في كتابة أن من أكل لحم الخنزير من غير ضرورة ولا خوف أو أظهر زي الكفار في بلاد المسلمين وما جرى مجرى ذلك من علامات الكفر وإن لم يكن في نفسه كفر أجرينا عليه حكم أهل الكفر وإن لم نعلم كفره باطنا، وأن الدار - المجتمع - لا يحكم بكونها دار إسلام إلا إذا أنفذ فيها حكم المسلمين على أهل الذمة وكانت الغلبة فيها لأهل السنة على أهل البدعة..

(٤) يقسم فقهاء الرواية الأحاديث إلى متواتر وآحاد. والمتواتر قلة قليلة تعد على الأصابع ويعتبرون درجتها درجة القرآن بمعنى أن منكرها كافر أما الآحاد فهي الروايات التي رويت عن طريق شخص واحد أو شخصين من الصحابة..
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 77 78 79 80 81 82 83 85 86 87 ... » »»
الفهرست