مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ٩٤
ويوجه أتباعه وهو داخل الحبس وحين حبس بمصر كانوا ينقلون إلى قلعة الإسكندرية صيفا.
وقلعة القاهرة شتاء..
ولما جاء محمد بن قلاوون إلى السلطة استقبل ابن تيمية بالأحضان وأطلق يده فانطلق هو وأتباعه في الأسواق يعتدون على العامة ويكسرون الحانات ويعتدون على زوار القبور مما أقلق ابن قلاوون فقرر الحد من نشاطه. فكتب ابن تيمية له كتابا اسمه (الجواب الباهر في زوار المقابر) يثبت فيه بطلان زيارات القبور وما يجري فيها.. (15) ولم يكن ابن تيمية ضد الحكام، وإنما كان ضد المسلمين. فهو لم يتصد لمنكرات المماليك وفساد وانحرافات الحكم في عصره، وإنما تصدى للصوفية والأشاعرة والشيعة وعوام الناس.
- ابن تيمية والعقل / وجه ابن تيمية مدافعه نحو العقل كما هو شأن الحنابلة. كما حارب المنطق والفلسفة..
وكانت أول مدافعه في هذا الميدان قد وجهت نحو الخلف والاتجاهات الإسلامية من الشيعة والمعتزلة الذين تبنوا نهج التأويل في مواجهة النصوص الخاصة بصفات الله، وفسروا قوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) على أن اليد تعني القدرة، وقوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما)، أي بواسطة، وقوله (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) أي منتظرة.. وقوله (ولتصنع على عيني) أي برعايتي.. وقوله (أأمنتم من في السماء) بنفي تحديد مكان الله في السماء..
واعتبر ابن تيمية مثل ذلك ضربا من الضلال والانحراف عن نهج السلف والأحاديث النبوية فهو لا يريد إعمال العقل في هذه النصوص، ويريد أن تؤخذ على ظاهرها والإقرار بأن الله سبحانه له يد وعين يتكلم بلا واسطة وسوف يراه الناس، وأن مكانه في السماء.. (16) ولابن تيمية كتاب يسمى (نقد المنطق) نص فيه على ما يلي:
* عمدة كل زنديق ومنافق إبطال أحاديث رسول الله والطعن فيها..
* أهل الحديث (الروايات) عندهم من العلم والمعرفة واليقين ما ليس عند أئمة المتفلسفة المتكلمين.

(15) المرجع السابق
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست