مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١٥٠
ومكن الخطورة في هذه القذائف التي يحملها هذا المدفع في كونها تحولت إلى عقائد يقاس الحق والباطل على أساسها فمن التزم بها كان في دائرة الحق ومن خالفها كان في دائرة الباطل وأصبح هناك مبرر لاستحلال ماله ودمه، وهو ما وقع في كثير من فترات التاريخ..
- العواصم من القواصم / وهذا المدفع صنع خصيصا لتبرير الانحرافات والمصادمات التي وقعت بين الصحابة بعد وفاة الرسول (ص)، فهو يهدف إلى التأكيد على أن هذه الأحداث لا تنقص من قدر أحد منهم وما هي إلا اجتهادات يثابون عليها، ومن اعتقد غير هذا فهو على غير سبيل المسلمين والمقصود أن من طعن في عثمان أو معاوية أو ولده يزيد مثلا فهو ضال زائغ.
كذلك من مال إلى الإمام علي وانحراف عن الآخرين من الصحابة.
وقد اعتبر صاحب هذا المدفع أن هذا الطعن والميل يعتبر قاصمة..
واعتبار أن الجميع مجتهد ومثاب وإحسان الظن فيهم يعتبر عاصمة..
وبهذا يكون صاحب هذا المدفع قد عمل على تقويم أحداث التاريخ وتسطيح حركته مما يؤدي إلى افتقاد القدرة على تمييز الحق من الباطل واستلهام العبر والدلالات من خلال حركته وأحداثه، وهو أمر مناف للعقل والفطرة وسننية الكون.
أن مثل هذا الكتاب إنما يهدف إلى الحجر على العقول وفرض الوصاية السلفية على الأمة كي لا تنحرف على الخط المرسوم من قبل الحكام وفقهاء السلطة..
وصاحب الكتاب بعد أن أبلى بلاءا سيئا لم يكن موفقا فيه قد حشد العشرات من التبريرات الواهية والتأويلات الفاسدة التي يدافع بها عن الانحرافات التي وقعت بعد وفاة الرسول (ص) والتي تصطدم بروح الشرع والنصوص الصريحة، وفي الحقيقة هو في هذا كله لا يدافع عن الدين بل يدافع عن الرجال والحكام..
يقول في ختام كتابه مطلقا قذيفة قاتلة على المخالفين: إنما ذكرت لكم هذا - أي للمسلمين - لتحترزوا من الخلق وخاصة من المفسرين والمؤرخين وأهل الآداب فإنهم أهل جهالة بحرمات الدين أو على بدعة مصرين..
فإذا صنتم أسماعكم وأبصاركم عن مطالعة الباطل ولم تسمعوا في خليفة ممن ينسب إليه ما لا يليق ويذكر عنه ما لا يجوز نقله كنتم على منهج السلف سائرين وعن سبيل الباطل ناكبين..
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست