مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١٤٩
- أصول أهل السنة والجماعة / وهو مدفع شملت قذائفه جميع التيارات والاتجاهات المخالفة للخط السائد الذي فرض على الأمة من قبل الحكام والفقهاء الذين ساندوهم تحالفوا معهم. ذلك الخط الذي فرض صورة محددة للدين تقوم على أساس الروايات وأقوال الرجال لا على أساس كتاب الله والنصوص الصريحة..
وقد بدأت معالم هذا الخط في البروز على يد معاوية وتم تقنينه على يد العباسيين والسلجوقيين والأيوبيين والمماليك من بعدهم.
وعرف هذا الخط بمسمى أهل السنة الذي حمل رايته الحنابلة بداية من عصر المتوكل العباسي، والأشعري من بعدهم بداية من العصر السلجوقي التركي..
ويمكن تحديد قذائف هذا المدفع فيما يلي:
* اعتبار صفات الله الواردة في القرآن صفات حقيقية لا مجازية..
* السمع والطاعة لأولى الأمر برهم وفاجرهم سواء تولوا أمر المسلمين برضاهم أو بالغلبة عليهم وتحريم الخروج عليهم..
* تحريم ذكر الصحابة بسوء أو المساس بهم وأن يظن بهم أحسن الظن وأحسن المذاهب..
* أن ما كان بين الصحابة من خلاف في الأمور الدينية لا يسقط حقوقهم..
* لا يجوز لأحد أن يخرج عن أقاويل السلف فيما اجتمعوا عليه. وعما اختلفوا فيه أو في تأويله لأن الحق لا يجوز أن يخرج عن أقاويلهم..
* ذم سائر أهل البدع والتبري منهم وترك الاختلاط بهم..
* وجوب الدعاء لأئمة المسلمين..
ويظهر لنا من خلال هذه القذائف الثقيلة الحارقة أن البقاء لخط أهل السنة الذي يفرض على الأمة العيش بعقل الماضي والالتزام بعقيدة السلف وأقوال الرجال وموالاة الحكام الفجار والالتزام بطاعتهم. وبقاء أهل السنة يعني فناء الاتجاهات والتيارات الأخرى وهو ما كان واقعا في ظل الدولة الأموية والعباسية والسلجوقية الأيوبية والمملوكية والعثمانية، وهو ما يسعى التيار الوهابي الحنبلي إلى تحقيقه اليوم بدعم القوى النفطية..
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست